أكد عاملون في القطاع السياحي أن تنامي إنفاق الأردنيين على السفر إلى الخارج يرتبط بجملة أسباب، في مقدمتها الفوارق السعرية التي تقدّمها الدول المقصودة ضمن برامج متكاملة. وأجمعوا على أن كُلفة السياحة المحلية مرتفعة ولا تتناسب عمومًا مع دخول المواطنين، ما يدفع جزءًا من السائحين إلى تفضيل الخارج بين حين وآخر. كما أشاروا إلى أن شريحة من الأردنيين بدّلت وجهتها مؤخرًا من تركيا إلى أسواق أخرى نتيجة الارتفاع الملحوظ في تكاليف الرحلات إليها.
وبحسب ما أفادوا به لصحيفة «الغد»، فإن على الجهات المختصة دعم السياحة الداخلية وتصميم باقات متكاملة بأسعار مناسبة لمستويات الدخل، بما ينعكس على تنافسية المقصد الأردني.
وقال صاحب شركة سياحة وسفر عمر عبده: “المواطن الأردني يلجأ للسفر للخارج بهدف السياحة في ظل ارتفاع الاسعار الموجودة في المملكة وغياب تنظيم برامج سياحية متكاملة”. وبيّن أن الوجهات الأكثر تفضيلًا تشمل مصر وأذربيجان وجورجيا، إلى جانب تركيا التي تراجع عليها الطلب عقب ارتفاع تكاليف السياحة فيها. وعن حركة السوق الراهنة، لفت عبده إلى ضعف ملحوظ في الإقبال على الرحلات الخارجية منذ منتصف آب (أغسطس) الماضي بالتزامن مع عودة المدارس.
من جهتها، قالت مسؤولة تنظيم رحلات في أحد مكاتب السياحة والسفر، خلود الحموري: “إقبال الأردنيين على السفر للخارج جاء لارتفاع تكاليف السياحة في المملكة”. وأضافت أنّ الطلب يتركّز على مصر والبوسنة والهرسك وأذربيجان وكوسوفو، مع ابتعاد يُسجَّل عن السوق التركي بسبب ارتفاع الأسعار، ما دفع كثيرين إلى البحث عن بدائل. وأشارت إلى أنه فور رفع تأشيرة دخول الأردنيين إلى روسيا، سيشهد السوق الروسي إقبالًا واسعًا من السياح الأردنيين. وطالبت الحموري بدعم السياحة الداخلية لتكون رافدًا حقيقيًا للقطاع، بالتوازي مع حملات ترويج وتسويق فاعلة لجذب أكبر عدد ممكن من الزوار إلى المملكة.
واتفق مدير مكتب سياحة وسفر محمد نصر مع الرأي القائل بأن فروقات الأسعار داخل الأردن مقارنةً بالخارج دفعت إلى تفضيل وجهات خارجية، ما انعكس على ارتفاع أرقام الإنفاق. وذكر أن المصريّة بجميع مدنها، وجورجيا، بالإضافة إلى أذربيجان—التي ازدادت شعبيتها خلال العامين الأخيرين—باتت ضمن الخيارات الأولى نظرًا للأسعار المقبولة والطبيعة الخلّابة. ولفت إلى تراجع مستويات السفر خارجيًا منذ الشهر الماضي بسبب بدء العام الدراسي وانتهاء موسم الذروة.
ويُقصد بالإنفاق السياحي المبالغ التي ينفقها السياح الأردنيون أثناء سفرهم خارج المملكة. وتشير البيانات الأولية للبنك المركزي الصادرة حديثًا إلى ارتفاع الإنفاق على السياحة الخارجية خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الحالي بنسبة 4% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي. ووفق الأرقام، تجاوز إنفاق الأردنيين على السياحة في الخارج 1.443 مليار دولار، في حين سجّل شهر آب (أغسطس) 2025 زيادة نسبتها 4.5% ليبلغ 196.8 مليون دولار.
