أشعل الملياردير الأمريكي إيلون ماسك موجة واسعة من الجدل والنقاشات بعد تصريحاته الأخيرة في “بودكاست” تناول فيه مستقبل الوظائف البشرية. ويرى قطب التكنولوجيا الشهير أن مفهوم العمل بحد ذاته يقف على أعتاب تغيير جذري وتاريخي، مدفوعاً بالتطورات المذهلة والمتسارعة في مجالات الذكاء الاصطناعي وتقنيات الروبوتات.
وفي رؤيته للمستقبل القريب، أشار ماسك إلى أن العمل البشري سيصبح “غير ضروري” و”فاقداً للصلة” بحياة الناس خلال فترة تتراوح بين 10 إلى 20 عاماً. وتوقع أن يتحول العمل من ضرورة ملحة للبقاء إلى مجرد “هواية” يمارسها البشر باختيارهم، وذلك للأسباب التالية:
- كفاءة الروبوتات: ستتولى الروبوتات الذكية إنجاز الغالبية العظمى من المهام الإنتاجية والخدمية.
- التكلفة المنخفضة: ستؤدي الآلات هذه الأعمال بكفاءة تتفوق على البشر وبتكاليف أقل بكثير.
ووصف ماسك هذا التحول الجذري بأنه مؤشر على دخول البشرية حقبة قد تُعرف باسم “التفرد” (Singularity)، وهي نقطة زمنية يصبح فيها التنبؤ بمستقبل البشرية أمراً بالغ الصعوبة، حيث توقع أن يتمكن الناس في ذلك الوقت من الحصول على أي سلع أو خدمات يمكنهم تخيلها دون عناء.
إعادة تعريف الغاية البشرية أوضح ماسك أنه في حال استمر الذكاء الاصطناعي والروبوتات في مسارهم التصاعدي، فإن العمل سيصبح أمراً اختيارياً بالكامل. ومع ذلك، يضع هذا السيناريو العالم أمام معضلة فلسفية واقتصادية، تتلخص في النقاط التالية:
- تناقض المنفعة الحدية: سيواجه العالم تعارضاً مع المبدأ الاقتصادي المعروف بـ “المنفعة الحدية”، والذي ينص على أن قيمة أي شيء تنخفض كلما زادت كميته وتوفره.
- أزمة الهدف: كشف ماسك أن البشرية قد تضطر إلى إعادة تعريف “الهدف البشري” ومعنى الوجود بشكل كامل، خاصة عندما يصبح بمقدور الناس الحصول على كل ما يرغبون فيه بسهولة تامة.
والجدير بالذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يطرح فيها ماسك هذه الأفكار الجريئة؛ فقد صرح في الشهر الماضي عن قناعته بأن هذا العالم الجديد سيحرر البشر، مما يتيح لهم:
- تكريس أوقاتهم للإبداع والابتكار.
- تطوير المهارات الشخصية وممارسة الهوايات المفضلة.
- الابتعاد عن روتين الوظائف اليومية المملة، حيث ستتكفل الأتمتة بإلغاء الوظائف التقليدية والمتكررة.
