تواصل الفنانة التشكيلية الأردنية آمال جلوقة تقديم إبداعها الخاص، من خلال مزج تقنيات “المكس ميديا” بالفن الرقمي بأسلوب يعكس رؤيتها الجمالية العميقة. في أعمالها، تنطلق من تجارب إنسانية وثقافية غنية، وتستوحي عناصرها من جماليات الطبيعة الرحبة، مما يمنح لوحاتها بعدًا تعبيريًا يعكس هويتها الإبداعية.
تقول جلوقة في حديثها لـ”الغد”: “إن الفن الحديث يجمع بين المكس ميديا والتصميم والديكور والجرافيكس وغيرها من الفنون، وهي أدوات تفتح آفاقًا جديدة أمام المبدعين”، مشددة على أهمية تعزيز قيمة الفن في الارتقاء بالإحساس وتقدير الجمال، وموضحة الفارق الكبير بين ممارسة الفن سابقًا واليوم.
تتسم أعمالها بالجرأة، خاصة في تناول القضايا الإنسانية، إذ توظف تقنيات عالية وتفاصيل دقيقة، وتستعمل عناصر من الطبيعة مثل الطيور لتجسيد الحرية. وتعمل على نقل مشاهد من الكوارث والحروب والتهجير، من خلال أسلوب تركيبي يجمع بين الرسم والنحت والتصوير، ما يخلق تمازجًا نابضًا بالحياة بين الألوان والأشكال والمشاعر.
ترى جلوقة في البرامج الرقمية أداة مرنة للتعبير عن رؤاها الفنية، وتستخدمها في إنتاج أعمال تنسجم مع الأحداث الجارية، قبل أن تنشرها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث تعتبر جمهورها الرقمي شريكًا في التفاعل الجمالي والفكري مع أعمالها، خاصة تلك التي تحفز التفكير في جماليات الطبيعة وتعقيدات الواقع الإنساني.
تتقن جلوقة توزيع الكتل اللونية بطريقة عميقة ومتوازنة، ما يمنح أعمالها بنية فنية ومعرفية واضحة، تتنوع بين الجمالي والتشكيلي، وتظهر بصماتها الخاصة في الألوان والتكوينات. وتستلهم مواضيعها من الطبيعة والواقع، حيث تبحث دائمًا عن العناصر التي تدعم تكوين العمل التشكيلي، مهما كان تصنيفه.
في إطار بحثها عن أشكال جديدة للتعبير، خاضت جلوقة تجربة فريدة في فن الإيكيبانا الياباني، وهو فن تنسيق الزهور الذي يجمع بين الجمال والفلسفة. وتوضح أن الإيكيبانا يُعبر عن التوازن والهدوء، من خلال ترتيب فني للنباتات والزهور والفروع، مع التركيز على الفضاء السالب والإيجابي، ما يعكس تناغمًا بصريًا وروحيًا عميقًا.
تقول جلوقة إن هذا الفن لا يقتصر على الجمال البصري، بل يتجاوز ذلك ليكون وسيلة للتأمل والاسترخاء، بل وأحيانًا لنقل رموز ومشاعر مثل الحزن أو الأمل أو الفرح، من خلال التكوين الزهوري ذاته. وتؤمن أن الإيكيبانا يعكس فلسفة خاصة للعالم والتعبير عن النفس والعاطفة.
بخبرتها الغنية، تنقل جلوقة فنها إلى بعد كوني يتجاوز الذات، وتقدم أعمالًا تعكس تفاعلها مع المجتمع وقضاياه. من خلال مهارتها في استخدام المواد والخامات، تخلق علاقات مركبة مليئة بالرموز والدلالات، لتحقق محاكاة بصرية تجمع بين المتعة والمعرفة.
وتختم جلوقة حديثها بالتأكيد على أن شغفها الدائم بالبحث عن الجمال ساعدها في تطوير أسلوبها الفني، قائلة: “إن شغفي في البحث عن المضامين الجمالية ساعدني في امتلاك قوة تعبيرية في تسخير اللون والأسلوب لتطوير أدواتي الفنية”.
يُذكر أن الفنانة آمال جلوقة عضو في جمعية الإمارات للفنون التشكيلية، وشاركت في العديد من المعارض الشخصية والجماعية، أبرزها معرض “القدس عربية”، “أمونة”، “خيول عربية” (1 و2) في أبو ظبي، “ترحال”، ومعرض “زمن الكورونا” الرقمي، بالإضافة إلى مشاركتها في المعرض السنوي للمتحف الوطني للفنون الجميلة بأعمال تركيبية حول السلام وأحداث غزة.
