حقق المخرج الأردني حمزة حميدة إنجازًا جديدًا للسينما الأردنية على الساحة الدولية، بفوزه بجائزة “الوثائقي قيد الإنجاز” عن فيلمه الوثائقي الطويل “أسفلت”، وذلك ضمن برنامج Cannes Docs في سوق مهرجان كان السينمائي الدولي، أحد أعرق المهرجانات في العالم.
دعم رسمي وتقدير فني
وجاء هذا النجاح بدعم مباشر من الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، التي قدّمت للفيلم منحة إنتاج ضمن برنامج دعم الأفلام الوثائقية الطويلة. وفي بيان رسمي نُشر عبر منصاتها، عبّرت الهيئة عن فخرها بهذا الإنجاز، وقالت:
“نفخر بهذا الإنجاز ونتمنى لهما دوام التقدم والنجاح في مشوارهما الفني”، في إشارة إلى كل من المخرج حمزة حميدة والمنتج محمود المساد.
“وردة” تخطف الأنظار
اللافت في هذا الفيلم أن التفاعل لم يقتصر على مضمونه الإنساني والسياسي، بل تجاوز ذلك إلى إحدى شخصياته غير التقليدية، وهي حمارة تُدعى “وردة”، لعبت دورًا محوريًا إلى جانب الشخصية الرئيسية. وقد خطفت وردة أنظار الجمهور والنقاد على حد سواء، مما دفع المخرج حميدة إلى التعليق مازحًا خلال جلسة النقاش في كان:
“الكل عم يحكي عن وردة… مبسوطين كيف في حمارة عم تتفاعل قدام الكاميرا بهذا الشكل.”
قصة “ديبس”: الواقع والوجع بأسلوب ساخر
يتناول الفيلم قصة الشاب الفلسطيني “ديبس”، البالغ من العمر 20 عامًا، والذي يعيش في مخيم البقعة بالأردن. ديبس يحلم بالزواج من حبيبته، إلا أن الفقد المفاجئ لعدد من أقاربه في غزة يغيّر مجرى حياته، فيضطر إلى تأجيل الزفاف.
ورغم ثقل القصة، فإن الفيلم لا يعرضها بأسلوب درامي تقليدي، بل يعتمد على الواقعية الساخرة والبساطة الإنسانية، ليعكس وجع جيل فلسطيني نشأ في المنفى والمخيمات، يواجه المآسي بعفوية وتناقضات الحياة اليومية.
إنتاج أردني برؤية عالمية
الفيلم من إنتاج محمود المساد، المعروف بإنتاج أعمال وثائقية تلامس القضايا الإنسانية بعمق وصدق، وتلقى تقديرًا واسعًا في مهرجانات دولية.
ويُمثّل “أسفلت” ثمرة تعاون بين حمزة حميدة والمسّاد، ويُعد علامة فارقة في مسيرة السينما الأردنية الجديدة، حيث يعكس نضوج جيل سينمائي شاب يمتلك أدوات فنية معاصرة قادرة على مخاطبة جمهور عالمي بلغة جريئة ومؤثرة.