أوضح وزير الخارجية الألماني يوهان دافيد فاديفول، يوم الثلاثاء، أن الانفراجة الملموسة في الأوضاع الإنسانية داخل قطاع غزة تُعزى بشكل أساسي إلى الجهود الكبيرة التي قادها الأردن لتيسير تدفق المساعدات الإغاثية، مما أسهم في تحسين الظروف المعيشية للسكان هناك.
وخلال مؤتمر صحفي عقده في برلين مع نظيره الأردني، نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية أيمن الصفدي، كشف فاديفول أنه وجه طلباً لوزير الخارجية الإسرائيلي بضرورة الإسراع في إعادة فتح جسر الملك حسين (اللنبي) أمام حركة البضائع، لضمان وصول الإمدادات الضرورية لسكان القطاع وتخفيف معاناتهم.
وشدد الوزير الألماني على ضرورة المضي قدماً في تنفيذ خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب، والتي تتألف من 20 بنداً. واعتبر أن تصويت مجلس الأمن الدولي لصالح القرار الأميركي الداعم لهذه الخطة – التي تشمل نشر قوات دولية ورسم مسار نحو إقامة دولة فلسطينية – يمثل خطوة محورية نحو استقرار غزة، مؤكداً على أهمية ترجمة هذا القرار إلى واقع ملموس.
وفي وصفه للمشهد الحالي، قال فاديفول: “اليوم دخلت مرحلة جديدة من وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل حيز التنفيذ، ومنذ دخول هذا الاتفاق حيز التنفيذ في تشرين الأول، لاحظنا تحسنًا ملحوظًا في الوضع الإنساني في قطاع غزة.”
ورغم هذه المؤشرات الإيجابية، لفت الوزير إلى أن الأمم المتحدة أقرت إرسال 4200 شاحنة مساعدات أسبوعياً، إلا أن القطاع لا يزال يعاني من نقص حاد في الخيام والتجهيزات الطبية. كما طالب بضرورة السماح للمنظمات الإنسانية غير الحكومية باستئناف أنشطتها المعتادة في غزة، داعياً الجانب الإسرائيلي إلى حل الإشكاليات المتعلقة بتسجيل هذه المنظمات لضمان استمرارية عملها.
وفيما يخص الملف الأوكراني، أكد فاديفول استمرار التحركات الدولية المكثفة لإنهاء الحرب الروسية، مثمناً انخراط الولايات المتحدة مؤخراً في حوارات بناءة جرت في جنيف بمشاركة ألمانيا وفرنسا وبريطانيا وأوكرانيا.
وأضاف فاديفول موضحاً طبيعة التحركات الدبلوماسية: “التقيت أمس بزملائي لمناقشة الوضع في أوكرانيا، واليوم هناك حوارات على مستوى رؤساء الدول والحكومات، وغدًا سيعقد مجلس غير رسمي لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي. نحن نعمل بشكل مكثف مع أوكرانيا بهدف تحقيق سلام دائم في المنطقة.”
وأشار الوزير إلى أن هدف إنهاء الحرب يتطلب بذل أقصى الجهود، مع التشديد على ضرورة اتخاذ قرارات صائبة تضمن سلاماً عادلاً وحاسماً، وتجنب أي خطوات قد تُفسر كتشجيع للرئيس الروسي فلاديمير بوتين لشن هجمات جديدة أو تمس بسيادة الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو.
واستطرد فاديفول قائلاً: “أوكرانيا شددت على وجود تطورات ملحوظة في خطة السلام، وينبغي أن ينبثق السلام من هذه الخطة. من المهم أن نتذكر أن بوتين هو من بدأ الحرب، وهو المسؤول عن إنهائها. إذا كان يرغب في السلام، فعليه أن يظهر استعدادًا حقيقيًا للتفاوض.”
واختتم حديثه بالتأكيد على الالتزام الدولي قائلاً: “نحن ملتزمون بمواصلة العمل مع شركائنا الدوليين من أجل ضمان إنهاء هذه الحرب وتحقيق سلام مستدام في أوروبا.”
