اعتقلت القوات الإسرائيلية، مساء الأربعاء، الناشطة البيئية السويدية غريتا تونبرغ من على متن إحدى سفن «أسطول الصمود» المتجهة إلى غزة، واقتادتها إلى ميناء أسدود، وذلك بحسب ما أفادت به وسائل إعلام عبرية وبيان رسمي.
اعتراض السفن ونقل الركاب إلى أسدود
أكدت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان أنها أوقفت عدة سفن ضمن الأسطول، وأن الركاب نُقلوا إلى ميناء إسرائيلي. وبينما ذكرت الخارجية أن عملية النقل جرت بصورة آمنة، كانت «لجنة كسر الحصار» قد أشارت في وقت سابق إلى تعرض المشاركين لاعتداءات أثناء العملية.
وأظهرت مقاطع مصوّرة لحظات اقتحام القوات الإسرائيلية للسفن، وإجبار المتضامنين على رفع أيديهم قبل اعتقالهم. كما أكدت الخارجية توقيف «غريتا» ومرافقيها، مع الإشارة إلى أنهم بحالة صحية جيدة، من دون تقديم تفاصيل إضافية.
توثيق لحظة الاعتقال وتكرار الحادثة
نشرت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية مقطع فيديو يوثّق لحظة اعتقال تونبرغ، وقالت إن السلطات اقتادتها إلى مركز احتجاز داخل ميناء أسدود في وسط إسرائيل. ولفتت الهيئة إلى أن “هذه المرة الثانية التي تُعتقل فيها غريتا، في إسرائيل”.
ويُذكر أنه في يونيو/حزيران الماضي، احتجزت إسرائيل 12 ناشطاً من جنسيات متعددة، بينهم تونبرغ، بعد السيطرة على السفينة «مادلين» أثناء إبحارها في المياه الدولية باتجاه غزة وهي تحمل مساعدات إنسانية.
بدء عملية الاعتراض ورسالة تحذيرية من البحرية
وبحسب وسائل إعلام عبرية، بدأ سلاح البحرية الإسرائيلي مساء الأربعاء عملية اعتراض «أسطول الصمود» المتجه إلى قطاع غزة، حيث صعد جنود إسرائيليون إلى عدد من السفن للسيطرة عليها. وقبل الشروع في العملية، وجّهت ضابطة في البحرية الإسرائيلية نداءً إلى المشاركين جاء فيه: “أنتم تقتربون من منطقة قتال نشطة وتنتهكون حصارا بحريا قانونيا”، على حد وصفها.
وعرضت الضابطة على المنظمين تغيير خط السير نحو ميناء أسدود حيث يجري «استلام المساعدات وتوجيهها إلى غزة»، وفق الرواية الإسرائيلية.
هدف «أسطول الصمود» ورواية المنظمين
من جهتهم، شدد منظمو الأسطول وعدد من الناشطين على متن السفن أن هدفهم الرئيس رمزي يتمثل في كسر الحصار المفروض على القطاع عبر الوصول إلى شواطئه، وليس مجرد نقل المساعدات الإنسانية.
وكان «أسطول الصمود» العالمي قد أعلن عبر حسابه في منصة «إكس» أنه تعرّض لهجوم من قرابة عشر سفن إسرائيلية. وأطلق القائمون عليه نداء استغاثة بعد اعتراض الجيش الإسرائيلي بعض السفن في المياه الدولية، واعتبروا ما جرى «جريمة حرب».
أعداد السفن والموقوفين والمسافة المتبقية
بدورها، ذكرت «اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة» أن إسرائيل اعترضت أربع سفن واعتقلت نحو 70 ناشطاً، فيما تواصل نحو 40 سفينة الإبحار باتجاه غزة على بُعد 165 كيلومتراً من الوصول. وتشكّل هذه السفن مقدّمة الأسطول الذي يضم نحو 50 سفينة، تفصل بين مجموعاته مسافات تمتد لأميال بحرية عدّة، وقد تصل الفواصل بين المقدمة والمؤخرة إلى عشرات الأميال.
سوابق اعتراض وحجم المشاركة
سبق لإسرائيل، باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال في فلسطين، أن نفّذت عمليات سيطرة على سفن متجهة إلى غزة وجرى ترحيل الناشطين حينها. وتُعدّ هذه المرة الأولى التي تنطلق فيها أكثر من 50 سفينة معاً نحو القطاع، وعلى متنها 532 متضامناً مدنياً من أكثر من 45 دولة.
سياق الحصار والوضع الإنساني
تفرض إسرائيل حصاراً على قطاع غزة منذ 18 عاماً، فيما فقد نحو 1.5 مليون فلسطيني من أصل 2.4 مليون مأواهم بسبب عمليات الهدم الواسعة. وفي 2 مارس/آذار الماضي، شددت إسرائيل قيودها عبر إغلاق جميع المعابر المؤدية إلى غزة ومنع دخول الغذاء والدواء والمساعدات الإنسانية، ما أدخل القطاع في حالة مجاعة رغم تكدس شاحنات الإغاثة على حدوده.
وأحياناً تسمح إسرائيل بدخول كميات محدودة من المساعدات لا تغطي الحد الأدنى من الاحتياجات، بينما تتعرض شحنات كثيرة للسطو من عصابات تقول حكومة غزة إن إسرائيل توفّر لها الحماية.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تتهم إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة بدعم أمريكي، وقد أسفرت العمليات وفق الأرقام الواردة عن 66 ألفاً و148 قتيلاً و168 ألفاً و716 جريحاً، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى وفاة 455 شخصاً بينهم 151 طفلاً بسبب المجاعة.