سجلت الكوادر الطبية في مستشفيات البشير سابقة نوعية تُعد الأولى من نوعها على مستوى وزارة الصحة الأردنية، تمثلت في نجاح عملية زراعة كلية دقيقة لمريضة تعاني من فشل كلوي مزمن. وتكمن صعوبة هذه الحالة وخصوصيتها في التحديات المناعية الكبيرة التي واجهت الفريق الطبي، حيث أظهرت الفحوصات إيجابية الأجسام المضادة لدى المريضة، بالإضافة إلى إيجابية فحص التوافق النسيجي (Crossmatch) وفحص الأجسام المضادة المانحة (DSA).
بروتوكول علاجي متطور لإزالة التحسس
ووفقاً للبيان الصادر عن المستشفى اليوم الاثنين، خضعت المريضة قبل الجراحة لبروتوكول علاجي متقدم ودقيق يهدف إلى إزالة الأجسام المضادة (Desensitization). وقد تم تطبيق هذا البروتوكول داخل مستشفيات البشير بالاعتماد على أحدث التقنيات والأساليب العلاجية المعتمدة عالمياً، مما ساهم بفعالية في خفض مستويات التحسس المناعي لدى المريضة والوصول بها إلى الحدود الآمنة التي تسمح بإجراء عملية الزراعة دون مخاطر الرفض المباشر.
نجاح الجراحة واستقرار الحالة
وقد تكللت العملية بالنجاح التام على يد فريق متخصص في زراعة الكلى بمستشفيات البشير، وبإشراف مباشر من استشاري أمراض وزراعة الكلى ورئيس قسم الأمراض الباطنية وفروعها، الدكتور وليد الحلبي. وأظهرت المتابعة الطبية للمريضة بعد الجراحة تسجيل استقرار ممتاز في وظائف الكلية المزروعة، مما يعكس دقة الإجراءات الطبية المتبعة.
رؤية استراتيجية لتوطين العلاج
وأوضحت إدارة المستشفى أن هذا الإنجاز الطبي اللافت لم يأتِ من فراغ، بل جاء نتاجاً للدعم المباشر والمتابعة الحثيثة من وزارة الصحة، ضمن رؤيتها الاستراتيجية لتعزيز إمكانات المستشفيات الحكومية. وتهدف هذه الرؤية لتمكين القطاع العام من تقديم خدمات طبية تخصصية عالية التعقيد، مثل زراعة الأعضاء، وفق أعلى المعايير العالمية، وبما يتماشى مع الخطط الوطنية لتوطين العلاجات المتقدمة داخل المملكة.
ويشكل هذا النجاح نقلة نوعية ترسخ مكانة مستشفيات البشير ووزارة الصحة كوجهات متقدمة وموثوقة في مجال زراعة الأعضاء والرعاية الطبية المعقدة.
وفي هذا السياق، أكد مدير عام إدارة مستشفيات البشير، الدكتور علي العبداللات، التزام الإدارة بمواصلة تطوير برامج زراعة الأعضاء وتوفير أحدث البروتوكولات العلاجية، وذلك بالتكامل والتنسيق مع وزارة الصحة، لضمان تقديم أفضل مستويات الخدمة والجودة للمرضى.
