في خطوة فنية تحمل رسالة إنسانية عميقة، كشف الفنان الأردني إياد نصار عن بدء التحضيرات لمسلسل درامي جديد من بطولته، يركز على أحداث الحرب في غزة التي اندلعت في أكتوبر 2023. المسلسل المرتقب عرضه في رمضان 2026، ويأتي كأحد الأعمال الدرامية النادرة التي تتناول معاناة الشعب الفلسطيني بشكل مباشر، وسط توقعات بأن يحظى باهتمام جماهيري واسع.
تفاصيل المسلسل الجديد: رواية للمأساة الفلسطينية
في تصريحاته لـ”العربية.نت” و”الحدث.نت”، أوضح نصار أن الفريق يعمل حالياً على صياغة النص والسيناريو، مع التركيز على تصوير الواقع المؤلم الذي يعيشه الفلسطينيون. “معاناة الفلسطينيين خلال الحرب تحتاج لعدة أعمال درامية تروي معاناتهم ومأساتهم”، قال نصار، مضيفاً: “كل منزل فلسطيني يحتاج وحده لعمل درامي متكامل يكشف تفاصيل حياة الأسر الفلسطينية مع مشاهد الدماء والقصف والنزوح والتنقل والجوع وفقدان الأهل”.
وفقاً لمصادر إعلامية، يأتي المسلسل من إنتاج الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، ومن المتوقع إخراجه على يد المخرج السوري الليث حجو، مع إعلان رسمي عن التفاصيل خلال الأسابيع المقبلة. يُعد هذا العمل جزءاً من موجة درامية عربية تتجه نحو تناول قضايا إنسانية معاصرة، خاصة بعد أكثر من عام على اندلاع الصراع، الذي أسفر عن خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات، وفقدان آلاف الأسر لأبنائها ومنازلها.
خلفية إياد نصار: من “الاختيار 3” إلى الزفاف التاريخي
يأتي هذا الإعلان بعد مشاركة نصار في حدث عاطفي مؤثر قبل أيام، حيث حضر حفل زفاف ابنة الضابط المصري الراحل محمد مبروك، الذي جسد شخصيته في مسلسل “الاختيار 3”. مبروك، الذي اغتيل عام 2013 على يد جماعة الإخوان المسلمين بعد كشفه تخابرهم مع جهات خارجية، كان رمزاً للبطولة الأمنية في مصر. نجح مبروك في رصد مخططات تخريبية واغتيالات، مما أدى إلى صدور أحكام قضائية ضد قيادات الجماعة، بما في ذلك الرئيس السابق محمد مرسي.
أعرب نصار عن فخره بتجسيد هذه الشخصية، مشدداً على أنها كانت “أصعب أدواره”، وأن الحضور في الزفاف كان “لحظة عاطفية تجمع بين الذكريات والألم”. هذا الحدث يعكس التزام نصار بأدوار تحمل رسائل وطنية وإنسانية، كما في أعماله السابقة مثل “ظلم المصطبة” في رمضان 2025، الذي حقق نجاحاً جماهيرياً رغم الجدل حول اللهجة والقصة.
مسيرة إياد نصار الفنية: من الأردن إلى النجومية العربية
إياد نصار، الممثل الأردني من أصل فلسطيني، بدأ مسيرته كمدرس في الأردن قبل أن ينتقل إلى عالم الفن كمساعد مخرج، ثم إخراج مسرحي. برز في المسلسل السوري “الأمين والمأمون”، ثم استقر في القاهرة حيث قدم أدواراً بارزة في أعمال مثل “الاختيار”، “الإمام”، و”ظلم المصطبة”. يُعرف نصار بقدرته على تجسيد شخصيات معقدة تجمع بين الدراما والواقع، وغالباً ما يختار أدواراً تلامس قضايا اجتماعية وسياسية.
على الصعيد السينمائي، شارك نصار مؤخراً في فيلم “المشروع X” مع كريم عبد العزيز، ويستعد لعرض “من أيام الجيزة” حيث يقدم شخصية كوميدية لأول مرة مع آية سماحة. هذه الأدوار تؤكد تنوعه الفني، لكنه يعود دائماً إلى الجذور الإنسانية في اختياراته.
تأثير المسلسل على الدراما العربية: رسالة للعالم
يأتي مسلسل غزة في وقت يشهد فيه الجمهور العربي طلباً متزايداً لأعمال درامية تعكس الواقع السياسي والإنساني، خاصة مع استمرار الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي. يُتوقع أن يثير العمل جدلاً واسعاً، كما حدث مع أعمال سابقة تناولت قضايا مشابهة، لكنه قد يساهم في توعية الجمهور العالمي بمأساة غزة، التي أودت بحياة عشرات الآلاف وشردت ملايين. نصار نفسه يرى فيه “واجباً فنياً” لتوثيق التاريخ، مشدداً على أن “الفن يجب أن يكون صوتاً للصامتين”.
مع اقتراب رمضان 2026، يبقى الجماهير في انتظار التفاصيل الكاملة، لكن الإعلان وحده أثار حماساً كبيراً بين عشاق الدراما العربية، الذين يرون في نصار صوتاً جريئاً للقضايا الإنسانية.
