شهدت أسعار النفط تصاعداً حاداً بنسبة 5%، مسجلة أعلى مستوياتها منذ أسبوعين يوم الخميس، بعد أن أعلنت الولايات المتحدة فرض عقوبات على شركتي النفط الروسيتين الرئيسيتين، روسنفت ولوك أويل، احتجاجاً على الحرب في أوكرانيا، مما أثار مخاوف شركات الطاقة في الصين والهند بشأن تقليص وارداتها من النفط الروسي.
وارتفعت عقود خام برنت الآجلة بمقدار 3.40 دولار، أي ما يعادل 5.4%، لتغلق عند 65.99 دولاراً للبرميل، بينما قفز خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي عند الإغلاق بـ3.29 دولاراً، أو 5.6%، ليصل إلى 61.79 دولاراً.
وسجلت عقود الخامين أكبر زيادة يومية مئوية منذ منتصف يونيو (حزيران)، وأعلى إغلاق يومي منذ الثامن من أكتوبر (تشرين الأول).
وأكدت التقارير أن هذه العقوبات تمثل تصعيداً كبيراً في استهداف قطاع الطاقة الروسي، حيث تشكل روسنفت ولوك أويل أكثر من 5% من إنتاج النفط العالمي، مما قد يحول سوق النفط إلى عجز في العام المقبل، وفقاً لاقتصاديين مثل ديفيد أوكسلي من كابيتال إيكونوميكس.
كما أدت العقوبات إلى تجميد الأصول الروسية في الولايات المتحدة، ومنع الشركات والأفراد الأمريكيين من التعامل مع هاتين الشركتين، مع تهديدات بعقوبات ثانوية على المؤسسات المالية الأجنبية التي تتعامل معهما، بما في ذلك بنوك في الصين والهند وتركيا.
وفي سياق متصل، أعلنت مصافي التكرير في الهند – أكبر مشترٍ للنفط الروسي المخفض السعر بعد الحرب – عن نيتها تقليص الواردات بشكل حاد للامتثال للعقوبات الجديدة، مما قد يفتح الباب أمام صفقة تجارية مع الولايات المتحدة، بينما أوقفت شركات النفط الصينية الحكومية مشترياتها من النفط الروسي مؤقتاً.
وأعربت وزارة الخارجية الروسية عن رفضها لتأثير هذه العقوبات، معتبرة أن روسيا طورت “مناعة قوية” ضدها، فيما ألغت لوك أويل اجتماع مجلس إدارتها المتعلق بالأرباح رداً على “الظروف الجديدة”.
ويأتي هذا التصعيد في ظل لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع أمين عام الناتو مارك روت، حيث أكد وزير الخزانة سكوت بيسنت أن العقوبات تستهدف “تمويل آلة الحرب الكرملينية”، محذراً من إجراءات إضافية إذا لم يلتزم موسكو بعملية سلام حقيقية في أوكرانيا.
