يُعتبر الإدامامي، وهو عبارة عن حبوب فول الصويا الطرية غير الناضجة التي يعود أصلها إلى شرق آسيا، مصدراً غذائياً غنياً بالعناصر الحيوية، وخياراً مثالياً للأشخاص الذين يسعون لزيادة حصتهم من البروتين عبر مصادر نباتية صحية. وعادة ما يتم تحضير هذه الحبوب عبر طهيها بالبخار مع إضافة رشة خفيفة من الملح، لتتحول إلى وجبة خفيفة شهية وسهلة التحضير، تزخر بمجموعة واسعة من المغذيات الأساسية، مثل فيتامينات “ب”، والمغنيسيوم، والألياف، والأحماض الأمينية.
وفي تصريح لموقع “يو إس إيه توداي”، توضح أخصائية التغذية المسجلة يافي لوفوفا، أن الإدامامي “يُعد بروتينًا كاملًا لأنه يحتوي على جميع الأحماض الأمينية الأساسية التسعة، وهو أمر نادر بين الأطعمة النباتية”. وتكشف بيانات إدارة الغذاء والدواء الأمريكية أن نصف كوب فقط من الإدامامي يوفر حوالي 9 جرامات من البروتين، وهي كمية تتجاوز قليلاً ما توفره بيضة واحدة، إلى جانب احتوائه على 94 سعرة حرارية و4 جرامات من الألياف.
ولا تقتصر فوائد الإدامامي على البروتين فحسب، بل يمتد غناه ليشمل باقة متنوعة من الفيتامينات والمعادن الضرورية، مثل فيتامين “ك”، وحمض الفوليك، والكالسيوم، والحديد، والبوتاسيوم، والفسفور، والمغنيسيوم. كما يلعب محتواه من الألياف بنوعيها، القابلة للذوبان وغير القابلة للذوبان، دوراً محورياً في تعزيز صحة الجهاز الهضمي؛ فبينما تساهم الألياف غير القابلة للذوبان في دعم ميكروبيوم الأمعاء، تساعد الألياف القابلة للذوبان في ضبط مستويات السكر في الدم، والتحكم بالكوليسترول، وتحسين مستويات الدهون في الجسم.
وتعمل الأحماض الأمينية الأساسية المتوفرة في هذا الغذاء على دعم وظائف المناعة، وتنظيم الهرمونات، وتحسين عمليات الأيض، مما يعزز الفوائد الصحية الشاملة للجسم. وإلى جانب هذه العناصر الغذائية الكبرى، يحتوي الإدامامي على مركبات نباتية نشطة مثل المغذيات النباتية والإيسوفلافون، وهي مركبات تخضع حالياً لأبحاث مكثفة لاستكشاف آثارها الصحية. وتشير بعض الدراسات الأولية إلى أن الإيسوفلافون الموجود في منتجات الصويا قد يساهم في تخفيف أعراض انقطاع الطمث وتقليل مخاطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، مثل سرطان الثدي، مع التأكيد على ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث لتأكيد هذه النتائج بشكل قاطع.
وقد دحض العلم الحديث المخاوف القديمة المتعلقة بتأثير الصويا السلبي على الهرمونات أو علاقتها بالسرطان. وتؤكد لوفوفا أن “الإدامامي آمن لمعظم الأشخاص إلا إذا كانوا يعانون من حساسية من الصويا”. وما يميز هذا الغذاء هو سهولة دمجه في النظام الغذائي اليومي بمرونة عالية، سواء تم تناوله كوجبة خفيفة مستقلة، أو كإضافة مغذية للسلطات، أو مكون في أنواع الحساء المختلفة. وبشكل عام، يمثل الإدامامي خياراً ذكياً منخفض السعرات الحرارية لسد الفجوات الغذائية التي يعاني منها الكثيرون، حيث يجمع بين البروتين والألياف والمركبات النباتية الفعالة لدعم الصحة العامة.
