أكد وزير الاستثمار الأردني، المهندس مثنى غرايبة، أن المملكة توفر فرصاً استثمارية متميزة تتيح للمستثمرين الوصول إلى أسواق عالمية يتجاوز حجمها 50 تريليون دولار، وذلك بفضل شبكة واسعة من اتفاقيات التجارة الحرة والثنائية التي تربط الأردن بعدد من دول العالم في مختلف القارات.
وخلال مشاركته في المنتدى الاقتصادي الذي عُقد في سنغافورة يوم الأربعاء تحت عنوان: “الأردن: بوابتك إلى الكفاءات البشرية، وانخفاض التكاليف، والمنعة، والانطلاق نحو الأسواق العالمية”، شدد غرايبة على أن الموقع الجغرافي الاستراتيجي للمملكة، إلى جانب بنيتها التحتية المتطورة، يجعل منها مركزاً إقليمياً للوصول إلى أسواق الدول المجاورة.
وأشار الوزير إلى أن الأردن يلعب دوراً مهماً في تعزيز الأمن الغذائي العالمي، خصوصاً في قطاع إنتاج الأسمدة، بالإضافة إلى قطاعات أخرى تشهد نمواً متسارعاً، مثل الصناعات الدوائية، والغذائية، والملابس، والإلكترونيات. كما لفت إلى أن شركات التكنولوجيا تسهم بفاعلية في نمو الوظائف الرقمية بنسبة تصل إلى 19% سنوياً، مستشهداً ببعض الشركات السنغافورية التي اختارت الأردن كمقر إقليمي لها.
وأوضح غرايبة، في المنتدى الذي نُظم بالتعاون مع مجموعة البنك العربي والسفارة الأردنية في سنغافورة، أن دراسة جدوى أعدتها شركة IBM العالمية لتصنيع أشباه الموصلات، خلصت إلى أن الأردن يوفر أعلى نسبة ربحية بين جميع الدول التي تم تقييمها، إلى جانب بيئة تشغيلية مستقرة منخفضة المخاطر مقارنة بمنافسيه الرئيسيين.
وأضاف: “إن الحكومة تواصل تنفيذ رؤية التحديث الاقتصادي، بهدف تحقيق نمو متسارع، وتحويل المملكة إلى مركز صناعي إقليمي، وزيادة حجم الصادرات، واستغلال الموارد الطبيعية بكفاءة، إلى جانب تحفيز الاستثمارات وتعزيز التنمية المستدامة.”
الدبلوماسية الأردنية ودورها في الترويج الاستثماري
من جانبه، سلط السفير الأردني لدى سنغافورة، سامر النبر، الضوء على أهمية الدور الذي تؤديه البعثات الدبلوماسية في جذب الاستثمارات، من خلال علاقاتها مع المستثمرين وصناديق التمويل السيادية والخاصة، ورؤوس الأموال المغامرة، والجهات الرسمية في الدول المستضيفة. وأوضح أن تنظيم المنتدى بالتعاون مع البنك العربي يُعد نموذجاً فعّالاً للشراكة بين القطاعين العام والخاص في المملكة.
وفي جلسة خصصت لموضوع الطاقة، استعرض النبر استراتيجية الأردن في مجال الطاقة المتجددة، وسياسات المناخ للفترة 2022–2050، إلى جانب التزامات المملكة في خفض الانبعاثات الكربونية. وأشار إلى أهمية استثمار علاقات الأردن مع سنغافورة للاستفادة من خبراتها واستثماراتها في مجال الطاقة الخضراء.
البنك العربي: التزام بدعم بيئة الاستثمار الأردنية
من جانبها، شددت رندة الصادق، المدير العام التنفيذي للبنك العربي، على أن إقامة هذا المنتدى بالشراكة مع وزارة الاستثمار والسفارة الأردنية يعكس التزام البنك بدعم الجهود الرامية إلى جعل الأردن وجهة جاذبة للاستثمار، وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص على المستويين المحلي والدولي.
وأكدت الصادق أن البنك العربي يرى في القطاع المصرفي شريكاً استراتيجياً في دعم النمو الاقتصادي، من خلال تقديم حزمة متكاملة من الحلول التمويلية والخدمات المصرفية التي تلبي احتياجات المستثمرين، ما يساهم في جذب رؤوس الأموال وتحقيق التنمية المستدامة.
أبرز محاور المنتدى
ركز المنتدى على الترويج للبيئة الاستثمارية الأردنية، وأبرز المزايا التنافسية التي توفرها المملكة للمستثمرين، ومنها:
توفر الكفاءات البشرية المؤهلة
انخفاض كلف التشغيل
الموقع الاستراتيجي
سهولة النفاذ إلى الأسواق الإقليمية والدولية
كما شهد المنتدى جلسات حوارية تناولت تجارب ناجحة لشركات استثمرت في الأردن، من بينها:
رئيس مجلس إدارة شركة البوتاس، شحادة أبو هديب
المدير العام للشركة، المهندس معن النسور
المدير التنفيذي لشركة تطوير العقبة، حسين الصفدي (عبر الاتصال المرئي)
مانيش غوبتا، ممثل شركة “إفكو” الهندية، والذي أوضح أن “ربع الطعام المزروع في الهند يستخدم أسمدة أردنية.”
ماري ميلير، مديرة العلاقات الحكومية في شركة “بيغو للتكنولوجيا”، التي ذكرت أن شركتهم وفرت فرص عمل لحوالي ألف أردني في قطاع تكنولوجيا المعلومات.
لقاءات ثنائية مع كبار المستثمرين
من المقرر أن يلتقي الوزير غرايبة خلال زيارته لسنغافورة بوزير التجارة والصناعة السنغافوري الدكتور تان سي لينغ، لبحث سبل تطوير التعاون الاقتصادي بين البلدين، وإيجاد آفاق جديدة تتيح للشركات السنغافورية الوصول إلى الأسواق الإقليمية والعالمية عبر الأردن.
كما سيعقد سلسلة من الاجتماعات مع قيادات مؤسسات استثمارية كبرى، منها:
صندوق GIC السيادي السنغافوري
Temasek Holdings
مجلس التنمية الاقتصادية (EDB)
شركات كبرى مثل ST Engineering، Accuron Technologies، OUE Limited، Meinhardt العالمية للهندسة والاستشارات