أكّد وزير الخارجية والمغتربين السوري أسعد الشيباني، الجمعة، استعداد بلاده للعمل مع الولايات المتحدة لإلغاء العقوبات المفروضة عليها، وعلى رأسها قانون قيصر، في خطوة وصفها مراقبون بأنها قد تمهّد لمرحلة جديدة من العلاقات بين البلدين.
محادثات هاتفية مع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو
وجاء تصريح الشيباني خلال اتصال هاتفي جمعه بوزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، حيث ناقش الجانبان عدة ملفات حساسة، من بينها:
العقوبات الاقتصادية الأميركية
ملف الأسلحة الكيميائية
التدخل الإيراني في سوريا
مكافحة تنظيم داعش الإرهابي
الانتهاكات الإسرائيلية
مستقبل العلاقات الدبلوماسية بين دمشق وواشنطن
وشدد الطرفان على أن استمرار قانون قيصر يقيّد بشكل كبير فرص الاستثمار والتعافي الاقتصادي في سوريا، ويحول دون انخراط الشركات العالمية في مشاريع إعادة الإعمار.
ترامب والكونغرس.. نحو رفع العقوبات
وأوضح روبيو أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تعمل على تنفيذ توجيهات بإلغاء قانون قيصر خلال الأشهر المقبلة، معتبرًا أن هذا القرار سيكون “تاريخيًا” في إعادة رسم مستقبل سوريا والمنطقة، حسب وصفه.
كما تم الإعلان عن تشكيل لجنة مشتركة بين سوريا والولايات المتحدة لمعالجة ملف الأسلحة الكيميائية، بمشاركة خبراء من الطرفين، في مؤشر على تنسيق أمني متقدّم بين البلدين.
قلق مشترك من الدور الإيراني
وفيما يتعلق بإيران، أعربت دمشق عن قلقها من التدخل الإيراني المتزايد في الشأن السوري، خاصة في ضوء الضربات الأخيرة التي استهدفت طهران، وهو ما شاركته واشنطن، محذّرة من استمرار طهران في محاولة تغيير موازين القوى داخل سوريا رغم التحديات التي تواجهها.
التعاون في مكافحة الإرهاب
في ملف الإرهاب، اتفق الجانبان على أن تنظيم داعش الإرهابي لا يزال يمثل تهديدًا فعليًا، خاصة بعد الهجوم الأخير على كنيسة مار إلياس في دمشق. وأكدت واشنطن التزامها بدعم القدرات الأمنية السورية عبر تبادل المعلومات الاستخباراتية والتدريب.
نحو استئناف العلاقات الدبلوماسية
وفي تطور لافت، أعلن الشيباني رغبة سوريا في العودة إلى اتفاق فض الاشتباك لعام 1974 مع إسرائيل، مشيرًا إلى أن بلاده ترى في واشنطن شريكًا محوريًا في هذا المسار.
وردّ روبيو بالإشادة بهذه الخطوة، محذرًا من أن أسوأ ما يمكن أن تشهده المنطقة هو انقسام سوريا أو عودتها إلى الحرب الأهلية.
كما أعرب عن رغبة بلاده في إعادة فتح السفارة الأميركية في دمشق، ووجه دعوة رسمية لوزير الخارجية السوري لزيارة واشنطن في أقرب وقت، ما يُعد إشارة واضحة إلى انفتاح دبلوماسي ومرحلة جديدة من العلاقات الثنائية.