عقد نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، لقاءً رسميًا مع وزير الخارجية النرويجي إسبن بارث إيدي، اليوم الإثنين، ناقشا خلاله آخر المستجدات في قطاع غزة والمنطقة، مؤكدَين على أهمية التعاون الثنائي في دعم الأمن والاستقرار الإقليمي.
دعم لوقف العدوان في غزة ومسار السلام
أكد الوزيران أن إنهاء الحرب في غزة أولوية قصوى، داعيَين إلى وقف دائم وشامل لإطلاق النار، وإزالة العوائق أمام إدخال المساعدات الإنسانية إلى جميع أنحاء القطاع. وشدّدا على ضرورة إطلاق مسار سياسي فاعل لتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين.
النرويج ودعم الاعتراف بالدولة الفلسطينية
أشاد الصفدي باعتراف النرويج بالدولة الفلسطينية، وقال:
“السلام العادل والشامل لن يتحقق دون قيام الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية”.
كما ثمّن دور النرويج في دعم الاقتصاد الفلسطيني من خلال ترؤسها لجنة تنسيق المساعدات الدولية (AHLC).
القضية السورية محور مشترك
ناقش الطرفان تطورات الملف السوري، مؤكدَين على ضرورة دعم الحكومة السورية لإعادة بناء البلاد على أسس تضمن وحدتها وسيادتها، وتلبي حقوق شعبها، مؤكدين أن استقرار سوريا ضروري لأمن المنطقة والعالم.
إصلاحات أممية ومبادرات مشتركة
تناول اللقاء أيضًا مبادرة الأمين العام للأمم المتحدة “UN80″، والتي تهدف لإصلاح المنظمة الدولية، حيث شدد الوزيران على أهمية إدخال إصلاحات جريئة تُعزز فاعلية الأمم المتحدة ودورها في حفظ السلم وصنع القرار العالمي.
رسائل صريحة وتحذيرات واضحة
وفي المؤتمر الصحفي، شدد الصفدي على ضرورة وقف العدوان فورًا، قائلاً:
“نؤكد دعمنا لكل الجهود التي تهدف لوقف العدوان، الكارثة الإنسانية في غزة لا يمكن القبول بها، واستخدام إسرائيل التجويع سلاحًا هو جريمة حرب”.
وأدان الصفدي اقتحامات المتطرفين الإسرائيليين للمسجد الأقصى، محذرًا من محاولات تفجير الأوضاع في الضفة الغربية، ودعا المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل لمنع انهيار الوضع بالكامل.
رفض التهجير القسري وموقف الأردن الحازم
أوضح الصفدي أن ما تروج له إسرائيل حول “هجرة طوعية” من غزة، ليس سوى محاولة للتهجير القسري، وهو ما يرفضه الأردن رفضًا قاطعًا، مضيفًا:
“الأردن للأردنيين، وفلسطين للفلسطينيين، ولن يتحقق السلام دون إنهاء الاحتلال”.
وزير خارجية النرويج: غزة تعيش كارثة إنسانية وحل الدولتين هو الطريق الوحيد
من جهته، أكد إسبن بارث إيدي أن ما يجري في غزة “كارثة حقيقية يجب أن تتوقف فورًا”، مشددًا على ضرورة إيصال المساعدات، ووقف إطلاق النار، والعمل الجاد لإنهاء الحرب التي دخلت شهرها التاسع عشر.
وأضاف:
“إن لم نتعامل مع جوهر الأزمة، وهو غياب الدولة الفلسطينية، فإن هذه الكوارث ستتكرر”.
كما شدد على أن التهجير القسري يمثل خرقًا واضحًا للقانون الدولي، معربًا عن قلق بلاده من الاعتداءات المتكررة على المسجد الأقصى ومحاولات التصعيد في الضفة الغربية.
التطلع إلى قمة نيويورك حول حل الدولتين
أكد إيدي أن النرويج تتطلع إلى نتائج ملموسة من مؤتمر نيويورك المرتقب برئاسة سعودية–فرنسية، مضيفًا أن بلاده تسعى إلى حشد دعم أوروبي أوسع للاعتراف بالدولة الفلسطينية، بعد انضمام إسبانيا وإيرلندا وسلوفينيا لهذا التوجه.
ختامًا.. شراكة أردنية–نرويجية راسخة
أكد الوزيران التزامهما المشترك بتعزيز العلاقات الثنائية والعمل المتعدد الأطراف من خلال الأمم المتحدة، معربين عن عزمهما الدفع بجهود السلام وتكريس مبادئ القانون الدولي في مختلف الأزمات الإقليمية.