نجح المنتخب الوطني لكرة القدم في استعادة ثقة الجماهير الأردنية بقوة، بعد تقديمه عرضين كرويين من الطراز الرفيع أمام منتخبي الإمارات والكويت ضمن منافسات بطولة كأس العرب المقامة حالياً في قطر. هذان الانتصاران لم يضمنا له بطاقة العبور إلى الدور الثاني فحسب، بل نصّباه زعيماً للمجموعة الثالثة بجدارة واستحقاق.
رسالة قلق للمنافسين وارتفاع سقف الطموح
لم يمر الأداء البطولي لكتيبة “النشامى” مرور الكرام، بل شكل مصدر قلق حقيقي للمنتخبات الأخرى التي باتت تحسب ألف حساب لمواجهة الأردن في الأدوار الإقصائية. توازياً مع ذلك، ارتفع سقف طموحات الشارع الرياضي الأردني بشكل غير مسبوق؛ فبعد أن كانت الآمال معلقة على المشاركة المشرفة، بات المطلب الجماهيري الآن هو “اللقب ولا شيء غيره”.
أرقام تتحدث عن نفسها
تحول المنتخب الوطني إلى “الرقم الصعب” في البطولة، متربعاً على عرش صدارة مجموعته بالعلامة الكاملة (6 نقاط)، متفوقاً بفارق مريح عن أقرب ملاحقيه:
- المركز الأول: الأردن (6 نقاط).
- المركز الثاني: مصر (نقطتان، بعد تعادلين).
- المركز الثالث والرابع: الإمارات والكويت (نقطة واحدة لكل منهما).
سلامي يخرس المنتقدين
ورغم موجة الانتقادات العاتية التي سبقت البطولة وطالت المدير الفني المغربي جمال سلامي، إلا أنه أثبت كفاءته في “الموعد الكبير”. فقد نجح سلامي في أول اختبارين رسميين عربياً، محققاً المعادلة الصعبة: “الأداء الممتع والنتيجة الإيجابية”، مسجلاً انتصارين متتاليين:
- الفوز على الإمارات (2-1): بأهداف علي علوان ويزن النعيمات.
- الفوز على الكويت (3-1): بأهداف مهند أبو طه، سعد الروسان، وعلي علوان.
الروح القتالية والرعب القادم
أصبح المنتخب الأردني الفريق الذي يخشاه الجميع في الدور المقبل، والسبب لا يكمن فقط في النتائج، بل في الروح القتالية العالية والانضباط التكتيكي الذي أظهره اللاعبون، مما قلب التوقعات المسبقة التي كانت تشير إلى تراجع مستوى الفريق.
ويستعد “النشامى” لخوض الفصل الأخير من دور المجموعات يوم غد الثلاثاء بمواجهة من العيار الثقيل أمام المنتخب المصري على استاد “البيت” المونديالي (الساعة 5:30 مساءً)، بالتزامن مع لقاء الكويت والإمارات على استاد “974”.
وقد أجرى الفريق تدريباً استشفائياً خفيفاً على ملاعب لوسيل، حيث فضل المدرب إراحة العناصر الأساسية وطي صفحة الكويت للتركيز الكامل على موقعة “الفراعنة” لتعزيز ثقافة الفوز.
مخالفة التوقعات وتألق النجوم
خالف “النشامى” كل التكهنات، وظهروا بوجه مغاير تماماً لما قبل البطولة (فوز يتيم في 6 مباريات ودية). وبرزت القوة الهجومية الضاربة للفريق، حيث سجل 5 أهداف ليكون أحد أقوى خطوط الهجوم في البطولة إلى جانب الجزائر والسعودية.
وتألق عدد من النجوم بشكل لافت:
- علي علوان: هداف الفريق (هدفين) ورجل مباراة الكويت، وينافس على لقب هداف البطولة مع نجوم كبار مثل عمر خريبين (سوريا)، ومهند علي (العراق).
- يزن النعيمات: صاحب جائزة أفضل لاعب في مباراة الإمارات.
حسابات الخصوم: “تجنبوا الأردن”
تتجه الأنظار الآن إلى المجموعة الرابعة، حيث باتت الجماهير الجزائرية والعراقية تطالب منتخباتها بالفوز في مواجهتهم المباشرة غداً، والهدف واحد: تجنب مواجهة “النشامى” في ربع النهائي. فالمنتخب الوطني سيواجه وصيف تلك المجموعة، مما يجعل متصدر المجموعة الرابعة (حالياً العراق بـ 6 نقاط بفارق الأهداف عن الجزائر) في مأمن مؤقت من الاصطدام بالقطار الأردني السريع.
