ممثلاً عن جلالة الملك عبدالله الثاني، افتتح وزير الصحة الدكتور فراس الهواري، يوم الأربعاء، فعاليات المؤتمر الثامن للسياحة العلاجية والاستشفائية في الأردن. يُنظم المؤتمر من قِبل مجموعة طلال أبوغزاله العالمية (TAG-Org) بالتعاون مع مؤسسة درب الرواد.
أكد الهواري في كلمته الافتتاحية أن جلالة الملك يُولي أهمية خاصة للسياحة العلاجية، باعتبارها عنصراً استراتيجياً في ترسيخ مكانة الأردن كمركز رعاية صحية رائد إقليمياً ودولياً، بفضل بنيته التحتية الحديثة، وكوادره الطبية المتميزة، ومرافقه الطبية الفريدة.
وأشار إلى أن الزيارة الرسمية للجزائر في ديسمبر 2022 كانت محطة مهمة في مسيرة التعاون الصحي بين البلدين، وساهمت في تسهيل وصول المرضى الجزائريين إلى الأردن لتلقي العلاج.
استراتيجية وطنية جديدة للسياحة العلاجية
أعلن الحواري أن وزارة الصحة، بالتعاون مع شركائها، أعدت الاستراتيجية الوطنية للسياحة العلاجية للأعوام 2025-2027، والتي تركز على أربعة محاور رئيسية: الحوكمة، والتسويق، وحوافز الاستثمار، وتحسين جودة الخدمات. ومن المتوقع عرضها على مجلس الوزراء قريبًا لإقرارها.
كما كشف عن استعدادات لإطلاق منصة “سلامتك” الإلكترونية كواجهة موحدة لخدمات السياحة العلاجية، بالإضافة إلى استكمال نظام جديد لطب المستشفيات.
وأوضح الوزير أنه تم إعداد أكثر من 100 باقة علاجية مُسعّرة مسبقًا لضمان الشفافية وتسهيل اتخاذ القرار للمرضى القادمين من الخارج.
مؤشرات ارتفاع أعداد المرضى
شهد الأردن نموًا ملحوظًا في عدد المرضى الوافدين لتلقي العلاج، حيث ارتفع من 111 ألفًا عام 2020 إلى أكثر من 225 ألفًا عام 2024، بزيادة تجاوزت 100%. تشير التقديرات الأولية إلى أن العدد قد يصل إلى 290 ألف مريض في عام 2025، متجاوزًا حتى مستوى ما قبل الجائحة في عام 2019.
وزيرة السياحة: الأردن وجهة مؤهلة عالميًا
من جانبها، أكدت وزيرة السياحة والآثار، لينا عناب، أن جائحة كوفيد-19 أعادت تشكيل أولويات قطاع السياحة العالمي، وسلطت الضوء على العلاقة الوثيقة بين الصحة والسياحة.
وأضافت أن قيمة سوق السياحة العلاجية العالمية قد تصل إلى 1.4 تريليون دولار بحلول عام 2027، مؤكدة أن الأردن يمتلك مقومات طبيعية وثقافية وبيئية تؤهله ليكون وجهة رائدة، بما في ذلك البحر الميت، وينابيع ماعين، والحمة الأردنية، وصحراء وادي رم.
وأوضحت أن الوزارة أطلقت استراتيجية شاملة لتطوير السياحة العلاجية، تتضمن حملات ترويجية، وتطوير البنية التحتية، ودمج التجربة العلاجية مع المجتمع المحلي، والطبيعة، وكرم الضيافة الأردني.
طلال أبو غزالة: القطاع الطبي ركيزة اقتصادية
أكد الدكتور طلال أبو غزالة أن القطاع الطبي في الأردن يتمتع بمستقبل واعد، مشيرًا إلى أهميته في دعم الاقتصاد الوطني وزيادة الناتج المحلي الإجمالي، بفضل بنيته التحتية المتطورة، وكوادره الطبية المتميزة، وتوافر المستلزمات الطبية عالمية المستوى.
رؤية استثمارية في البحر الميت
قدّم المهندس صخر العجلوني، رئيس المجموعة الأردنية، رؤية لتطوير منطقة البحر الميت كمركز إقليمي للسياحة العلاجية. وسلط الضوء على الخصائص الفريدة التي تتميز بها المنطقة، كارتفاع نسبة الأكسجين فيها مقارنةً بالمتوسط العالمي، ووفرة الأملاح والمعادن العلاجية. وأكد على وجود فرص استثمارية واسعة مدعومة بحوافز حكومية وتسهيلات تطويرية.
جلسات ومشاركات متنوعة
تضمن المؤتمر معرضًا متخصصًا ضمّ مستشفيات محلية ودولية، وشركات تأمين، ومؤسسات دوائية، وبنوك، وإعلامية. وتناولت جلسات النقاش فرص وتحديات الاستثمار في القطاع الصحي، ومستوى الخدمات المقدمة إقليميًا وعالميًا.
وحضر المؤتمر أيضاً عدد من المسؤولين والملحقين الصحيين والسفراء وشركات التأمين العربية والعالمية، مما يعكس أهمية الحدث على المستويين المحلي والدولي.
