شهدت بيتكوين، أكبر عملة مشفرة في العالم من حيث القيمة السوقية، ارتفاعًا تاريخيًا يوم الأحد 5 أكتوبر 2025، حيث تجاوزت مستوياتها القياسية السابقة لتصل إلى 125,245.57 دولار أمريكي بحلول الساعة 05:12 بتوقيت غرينتش، بزيادة نسبية قدرها 2.68%. ويُعد هذا الارتفاع الثامن على التوالي، مدعومًا بتدفقات رؤوس أموال قوية إلى صناديق بيتكوين المتداولة في البورصة (ETFs) وارتفاع الأسهم الأمريكية مؤخرًا.
خلفية الارتفاع
بلغت بيتكوين سعرها القياسي السابق 124,480 دولار في منتصف أغسطس (آب) 2025، مدعومة بتخفيف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للقواعد التنظيمية على العملات المشفرة، بالإضافة إلى الطلب المتزايد من المستثمرين المؤسسيين. وفي الجلسة الجمعة، ارتفعت العملة بنسبة 2.68%، مما دفعها لكسر الحاجز النفسي عند 125,000 دولار، مع زيادة حجم التداول اليومي إلى أكثر من 50 مليار دولار.
تأثير الإغلاق الحكومي الأمريكي
في المقابل، تراجع الدولار الأمريكي يوم الجمعة، مسجلاً خسائر على مدى أسابيع مقابل العملات الرئيسية مثل اليورو والين الياباني، بنسبة تصل إلى 0.5% في مؤشر DXY. يُعزى هذا التراجع إلى الغموض الناتج عن الإغلاق الحكومي الجزئي الذي بدأ في 1 أكتوبر، والذي أدى إلى تأجيل إصدار بيانات الوظائف (التي كانت مقررة يوم 3 أكتوبر)، وهي مؤشر حاسم لقياس اتجاه الاقتصاد. وأثار الإغلاق مخاوف من تأثيره على قرارات الاحتياطي الفيدرالي (Fed) في اجتماعه المقبل في 29 أكتوبر، حيث يُتوقع خفضًا في أسعار الفائدة بنسبة 25 نقطة أساس، مما يضعف الدولار أكثر.
وفقًا لمحللي JPMorgan، قد يؤدي الإغلاق المطول إلى زيادة التقلبات في الأسواق، لكنه لا يُشكل خطرًا جوهريًا على الاقتصاد الأمريكي، حيث كانت الإغلاقات السابقة (مثل تلك في 2018-2019 التي استمرت 35 يومًا) تسببت في خسائر محدودة قدرها 0.1-0.2% من الناتج المحلي الإجمالي. كما ارتفع الذهب، الملاذ الآمن التقليدي، إلى مستويات قياسية للمرة الـ39 هذا العام، مدعومًا بالشكوك حول السياسات المالية الأمريكية.
التوقعات المستقبلية
يتوقع محللو Standard Chartered أن تصل بيتكوين إلى 200,000 دولار بنهاية 2025، مدعومة بتدفقات ETFs التي تجاوزت 50 مليار دولار هذا العام. وفي الوقت نفسه، يُرجح محللو UBS أن الإغلاق لن يغير مسار الفيدرالي، وأن الأسواق ستتعافى سريعًا، مع التركيز على محركات أخرى مثل أرباح الشركات واستثمارات الذكاء الاصطناعي.
