الخميس, أكتوبر 9, 2025
الرئيسيةالتكنولوجياجوجل توسع "وضع الذكاء الاصطناعي" في محرك البحث ليشمل العربية

جوجل توسع “وضع الذكاء الاصطناعي” في محرك البحث ليشمل العربية

أعلنت شركة جوجل عن توسيع نطاق “وضع الذكاء الاصطناعي” (AI Mode) في محرك بحثها ليغطي أكثر من 35 لغة إضافية، بما في ذلك اللغة العربية الفصحى، مما يتيح الوصول إليه لمستخدمين في أكثر من 200 دولة ومنطقة عالمية.

يُعد “وضع الذكاء الاصطناعي” أحدث وأقوى تجربة بحث طورتها جوجل حتى الآن، حيث يستند إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي لفهم نوايا المستخدم الحقيقية وما يسعى إليه بالضبط، وتقديم نتائج مخصصة بدقة عالية تلبي احتياجاته، سواء في البحث عن سلع، أو تخطيط رحلات، أو استكشاف مواضيع جديدة.

وأوضحت الشركة أن هذه التجربة المتطورة أصبحت ممكنة بفضل قدرات نموذج Gemini 2.5 المتقدمة في الاستدلال والتحليل والتفكير عبر الوسائط المتعددة، مما يمكّن وضع الذكاء الاصطناعي من التعامل مع الاستفسارات المعقدة وتقديم ردود دقيقة ومفصلة، مع إمكانية استمرار الحوار عبر أسئلة إضافية تساهم في الغوص أعمق في الموضوع.

أمثلة على الاستخدام

على سبيل المثال، يمكن للمستخدم طرح استفسار مثل: “أرغب في فهم طرق تحضير القهوة المختلفة، أو أنشئ جدولاً يقارن بين المذاق وسهولة الاستخدام والمعدات المطلوبة”. ثم يمكنه المتابعة بسؤال آخر: “ما حجم الطحن الأنسب لكل طريقة؟”.

ويوفر وضع الذكاء الاصطناعي للمستخدمين خيارات الكتابة أو التحدث أو التقاط الصور أو رفع الملفات أثناء عملية البحث، مما يسمح بمواصلة الاستكشاف بالطريقة المفضلة لديهم.

وسيظهر هذا الوضع كخيار إضافي على صفحة نتائج البحث، ويكون متاحًا أيضًا داخل تطبيق جوجل على أنظمة أندرويد وiOS.

الجودة والأمان

أكدت جوجل في تصريحات لـ”الشرق” أن ميزة AI Mode، التي تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي متعدد الوسائط ضمن محرك البحث، تم تطويرها وفق أعلى معايير الجودة والموثوقية، مع الالتزام الدقيق بسياسات المحتوى والسلامة الرقمية التي تطبّقها الشركة منذ أكثر من عقدين.

وأضافت أن تجربة AI Mode خضعت لاختبارات مكثفة قبل الإطلاق الواسع، شملت تجارب داخلية شاملة وعمليات Adversarial Red-teaming، بالإضافة إلى جمع تعليقات واسعة من المستخدمين في برنامج Google Labs التجريبي، لضمان قدرة Gemini على كشف أي محتوى مخالف مثل الإباحية أو العنف أو التعامل مع المواد الخطرة كالمخدرات.

الالتزام بالمصادر المتنوعة

أوضحت الشركة في بيانها التزامها المستمر بجعل محرك البحث أداة تتيح الوصول إلى مجموعة واسعة من الآراء والمصادر، حتى مع دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في التجربة.

وأشارت إلى أن ميزة “ملخصات الذكاء الاصطناعي” (AI Overviews) التي أُطلقت سابقًا ساهمت في زيادة زيارات المستخدمين لعدد أكبر وأكثر تنوعًا من المواقع عند البحث في المواضيع المعقدة.

وبحسب إحصاءات الشركة، ارتفعت نسبة النقرات على الروابط الخارجية عبر هذه الملخصات بشكل بارز، مع تحسن في جودة الزيارات ومستوى التفاعل مع المحتوى مقارنة بالبحث التقليدي.

وأكدت جوجل أن هذه النتائج تثبت أن دمج الذكاء الاصطناعي لا يقصد به استبدال المحتوى البشري، بل تعزيز قدرة المستخدمين على اكتشاف مواد عالية الجودة من مصادر موثوقة ومتنوعة.

حماية الخصوصية

ردًا على استفسار “الشرق” حول كيفية التعامل مع الخصوصية عند تفعيل الكاميرا والميزات البصرية في AI Mode، أوضحت الشركة أن جميع البيانات المرئية الملتقطة عبر هذه الميزة تخضع لأنظمة الخصوصية والأمان الصارمة في خدماتها.

وأكدت أنها لا تحتفظ بأي صور أو مواد بصرية تُلتقط أثناء الاستخدام، إلا إذا تم تفعيل إعداد اختياري يُدعى “سجل البحث البصري” (Visual Search History) في إعدادات الحساب الخاص بخدمات جوجل.

وأشارت إلى أن هذا الإعداد يكون معطّلاً افتراضيًا، ويمكن التحكم به يدويًا، وفي حال التفعيل، تُحفظ الصور المستخدمة في عمليات البحث البصري ضمن سجل النشاطات (Web & App Activity)، مما يتيح للمستخدم مراجعة البحوث السابقة أو العودة إليها.

ولفتت إلى أن هذه البيانات قد تُستخدم لتحسين تقنيات التعرف البصري والبحث الذكي، ودعم خدمات مثل Google Lens، لكنها شدّدت على أن المستخدم يحتفظ بالسيطرة الكاملة على بياناته، حيث يمكنه حذف سجل البحث البصري في أي لحظة أو تنزيل نسخة منه عبر أداة Google Takeout.

وأوضحت أن الصور المستخدمة في البحث تُعالج عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحديد محتواها وتقديم نتائج ذات صلة، مثل التعرف على نبات أو منتج أو موقع جغرافي من خلال الصورة، مع التأكيد على أن إيقاف “سجل البحث البصري” يمنع حفظ أي صور جديدة، بينما يُتاح حذف الصور المحفوظة سابقًا.

الإطلاق التدريجي

كانت جوجل قد أطلقت “وضع الذكاء الاصطناعي” أول مرة باللغة الإنجليزية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال أغسطس الماضي، في خطوة وُصِفت بأنها بداية لمرحلة جديدة في تجربة البحث عبر الإنترنت.

وبحسب بيانات الشركة، سجلت الدول التي شهدت التشغيل الأولي زيادة ملحوظة في تفاعل المستخدمين، حيث أصبحت الأسئلة المطروحة أطول بضعفين أو ثلاثة أضعاف مقارنة بالاستفسارات التقليدية، مما يعكس الرغبة في الحصول على إجابات أكثر عمقًا وتفصيلاً.

آلية عمل وضع الذكاء الاصطناعي

تعتمد جوجل في هذه الميزة على تقنية “توزيع الاستعلامات” (Query Fan-Out)، وهي آلية متقدمة تفكك سؤال المستخدم إلى مواضيع فرعية، ثم تولد استفسارات ثانوية متعددة وترسلها إلى الويب بشكل متوازٍ.

يُمكّن ذلك محرك البحث من الوصول إلى محتوى أوسع وأكثر تنوعًا، والعودة بنتائج غنية تغطي جوانب متعددة مرتبطة بالسؤال.

وبيّنت جوجل أن هذه الطريقة تتيح الغوص العميق في محتوى الإنترنت لاستخلاص معلومات ذات صلة عالية من مصادر متنوعة، مما يساعد المستخدمين على اكتشاف جوانب جديدة من مواضيعهم، والوصول إلى مواد دقيقة وموثوقة تلبي نواياهم الحقيقية في البحث.

Omar Al-Zoubi
Omar Al-Zoubi
عمر الزعبي صحفي ومحلل أخبار، يتمتع بخبرة تزيد عن عشر سنوات في العمل مع مؤسسات إعلامية بارزة داخل الأردن وخارجه. يقدم تحليلات معمقة وتقارير ميدانية وصحافة استقصائية تغطي الأخبار الأردنية والأحداث العالمية في مختلف المجالات، مما يعزز مكانة jodaily.com.
مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة

احدث التعليقات