أفادت السلطات الإماراتية بوقوع حادث جوي مأساوي خلال اليوم الأخير لمعرض دبي الدولي للطيران 2025، حيث تحطمت طائرة مقاتلة هندية من طراز “تيجاس” (HAL Tejas) أثناء عرض جوي، مما أسفر عن مقتل الطيار الوحيد على متنها.
أعلن المكتب الإعلامي لحكومة دبي، في بيان نشر على منصة إكس (تويتر سابقاً)، أن “حادثاً مؤلماً وقع منذ قليل، أدى إلى مقتل طيار تابع للقوات الجوية الهندية بعد تحطم طائرته المقاتلة متعددة المهام تيجاس خلال مشاركتها في العرض الجوي المصاحب للمعرض”.
أكدت القوات الجوية الهندية في بيانها الرسمي أنها أطلقت تحقيقاً داخلياً لكشف أسباب الحادث، معبرة عن “أسفها العميق لفقدان الطيار” وتأكيدها وقوفها إلى جانب عائلته المكلومة. كشفت التحقيقات الأولية أن الطيار هو الرقيب الجناحي نامانش سايال (35 عاماً)، من ولاية هيماشال براديش، متزوجاً من ضابطة في القوات الجوية ولديهما ابنة تبلغ من العمر 5 سنوات. كان سايال معروفاً بسجله الخدمي المتميز، وكانت عائلته في حيدر أباد تنتظره عودته بعد المهمة.
تفاصيل الحادث حسب شهود العيان ووسائل الإعلام روى شاهد عيان لفرانس برس أن الطائرة أجرت مناورة تفاف على ارتفاع منخفض جداً قبل أن تفقد السيطرة، وتشتعل فيها النيران على بعد حوالي 1.6 كم من موقع العرض الجوي. أضاف شاهد عراقي يدعى حسن لقمان: “كان الطيار يحلق على ارتفاع منخفض ويقوم بمناورات خطيرة. ثم بدا أنه يحاول الارتفاع لتجنب الحادث، لكنه لم ينجح في الوقت الكافي”.
انتشرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تُظهر الطائرة تسقط بسرعة كبيرة، متفجرة في كرة نارية عند الاصطدام بالأرض، وسط صدمة المتفرجين. ارتفع عمود دخان كثيف من موقع التحطم قرب مطار آل مكتوم الدولي في دبي العالمية، وهرعت فرق الإسعاف والإطفاء فوراً لإخماد الحريق، لكن الطيار لم يتمكن من القفز قبل الاصطدام.
سياق الحادث وتاريخ الطائرة وقع الحادث في اليوم الختامي للمعرض، الذي يُعد أكبر فعالية طيران في الشرق الأوسط وشهد حضور أكثر من 148 ألف زائر من 1500 شركة، بما في ذلك رؤساء تنفيذيون ومسؤولون عسكريون. أوقف العرض الجوي مؤقتاً، لكن الأنشطة الأرضية استمرت حتى الإغلاق.
هذه الطائرة “تيجاس”، التي صُممت وصُنعت محلياً في الهند من قبل شركة هيندوستان للطيران (HAL)، تمثل رمزاً لجهود نيودلهي في تحديث أسطولها الجوي. دخلت الخدمة عام 2016، وفي سبتمبر الماضي، وقّعت الهند صفقة بـ7 مليارات دولار لشراء 97 وحدة محدثة (Mk1A) لاستبدال الطائرات الروسية القديمة ميغ-21. ومع ذلك، يُعد هذا الحادث الثاني للطائرة في أقل من عامين؛ فقد تحطمت وحدة أخرى في راجستان في مارس الماضي دون إصابات أثناء تدريب.
ردود الفعل والتحقيقات أعربت الحكومة الإماراتية عن تعازيها، ووصفت الحادث بـ”المؤلم”، مع التأكيد على التعاون مع الجانب الهندي. في الهند، أمر الرئيس التنفيذي لـHAL بتحقيق شامل، بينما أثارت بعض التعليقات على وسائل التواصل اتهامات غير مؤكدة للولايات المتحدة بتخريب المحرك (GE F404)، معتبرين “تيجاس” تهديداً لسوق الطائرات الأمريكية، لكن التحقيق الرسمي يركز حالياً على احتمال فقدان الوعي بسبب القوى الجاذبية العالية (G-LOC) أثناء المناورات السريعة على ارتفاع منخفض.
رغم الحادث، حقق المعرض نجاحاً تجارياً، مع توقيع شركتا الإمارات وفلاي دبي صفقات كبرى، بما في ذلك طلبية الإمارات لـ65 طائرة بوينغ بقيمة 38 مليار دولار. هذا أول حادث تحطم يُسجل في تاريخ المعرض الذي يعود إلى عام 1986.
