رغم إعلان الإحصاءات الرسمية عن ارتفاع الدخل السياحي بنسبة 7.5% خلال الأشهر الثمانية الأولى من العام الحالي، يرى مختصون أن هذه الأرقام لا تعكس الواقع الحقيقي للقطاع، الذي يشهد تراجعاً واضحاً في النشاط السياحي.
أرقام رسمية
تشير البيانات إلى أن الدخل السياحي بلغ مع نهاية شهر آب (أغسطس) نحو 5.33 مليار دولار، حيث سجلت الزيادة وفق الجنسيات:
- الآسيوية: 38.4%
- الأوروبية: 30.2%
- الأمريكية: 18.6%
- العربية: 5.5%
- جنسيات أخرى: 34%
في المقابل، تراجع الدخل من الأردنيين المغتربين بنسبة 1.3%.
خلاف حول احتساب الزوار
يؤكد خبراء أن الحكومة تحتسب زوار اليوم الواحد ضمن أعداد السياح (سياح المبيت)، وهو ما يضخم الأرقام. إذ لا يقدم زائر اليوم الواحد القيمة الاقتصادية ذاتها التي يقدمها السائح الذي يبيت ليلة أو أكثر، بما يعزز إيرادات الفنادق والمنشآت السياحية.
وبحسب وزارة السياحة والآثار، بلغ عدد الزوار الدوليين للأردن نحو 3.979 مليون زائر خلال الأشهر السبعة الأولى من العام، بينهم:
- 3.281 مليون سائح مبيت
- 697 ألف زائر ليوم واحد
وأوضح مصدر حكومي أن تعريف السائح هو من يقيم أكثر من 24 ساعة، بينما زائر اليوم الواحد يدخل دون مبيت، وقد يكون عابراً (ترانزيت) أو قادماً لزيارة مواقع محددة مثل البترا، العقبة، ووادي رم من دول مجاورة كجمهورية مصر.
آراء رسمية وبرلمانية
أكد المصدر الحكومي أن التعافي بدأ يظهر على القطاع من خلال الأرقام المعلنة، سواء في أعداد السياح أو الدخل السياحي.
لكن أمين سر لجنة السياحة والآثار في مجلس النواب، النائب م. سالم العمري، اعتبر أن:
“الأقام الصادرة لا تعكس الواقع الحقيقي الذي يعيشه القطاع السياحي”.
وأضاف أن المنشآت السياحية كالفنادق والمطاعم ووسائل النقل والبازارات تعاني من ضعف الإقبال، مشيراً إلى أن الأوضاع السياسية والإقليمية، خاصة استمرار العدوان على غزة وفلسطين المحتلة، تؤثر بشكل مباشر على الحركة السياحية.
انتقادات الخبراء
- الخبير السياحي عوني قعوار: شدد على ضرورة التفريق بين السائح والزائر، معتبراً أن احتساب الزوار كسياح يجعل الأرقام مرتفعة لكنها “لا تنعكس على أرض الواقع”.
- الخبير السياحي د. نضال ملو العين: أكد أن الحكومة تحتسب كل من يدخل المملكة كسائح، وهذا “غير دقيق”، مشيراً إلى أن بعض الزوار مجرد عابرين، ولا يمكن معاملتهم معاملة السياح من حيث الأعداد أو المردود الاقتصادي.
وطالب الخبراء بآلية أكثر واقعية وشفافية في احتساب عدد السياح والدخل السياحي، حتى تعكس الأرقام الوضع الحقيقي للقطاع.
