أطلق الباحث الاقتصادي المتخصص في شؤون الطاقة، عامر الشوبكي، تحذيرًا شديد اللهجة من تداعيات إقدام إيران على تنفيذ تهديداتها بإغلاق مضيق هرمز، معتبرًا أن هذه الخطوة ستقلب موازين أسواق الطاقة العالمية وتعرض الاستقرار الجيوسياسي الدولي لخطر حقيقي.
وأوضح الشوبكي أن المضيق يُعد أهم ممر بحري للطاقة في العالم، حيث تمر عبره يوميًا أكثر من 16.5 مليون برميل نفط، بالإضافة إلى ما يزيد عن 20% من تجارة الغاز الطبيعي المسال. وشدّد على أن هذا المسار الحيوي يشكّل شريانًا أساسياً لاقتصادات كبرى مثل الصين والهند وكوريا الجنوبية واليابان.
وأشار إلى أن إيران تمتلك قرابة 6000 لغم بحري، مع قدرة عملياتية على زرع 100 لغم يوميًا، ما قد يُتيح لها نظريًا شلّ حركة الملاحة في غضون 48 ساعة. وأضاف أن شركات التأمين العالمية بدأت برفع تقييم المخاطر نتيجة لهذه الاحتمالات، ما قد يرفع بشكل كبير كلفة النقل البحري.
أسعار النفط والغاز نحو انفجار محتمل
وأكد الشوبكي أن إغلاق مضيق هرمز، خاصة إذا ترافق مع تعطيل مضيق باب المندب، قد يؤدي إلى تجاوز أسعار النفط 130 دولارًا للبرميل، وهو ما سيؤدي بدوره إلى فوضى بأسواق الوقود وارتفاع غير مسبوق في أسعار الديزل والغاز عالمياً.
موجة تضخمية عالمية وتهديد للغذاء
وفي تحذير موازٍ، أشار الشوبكي إلى أن العالم قد يشهد موجة تضخمية واسعة النطاق، تُهدد جهود البنوك المركزية في السيطرة على الأسعار. وبيّن أن ارتفاع تكاليف الشحن والتأمين بنسبة تفوق 300% سيؤثر بشكل مباشر على أسعار الغذاء والسلع الأساسية في مختلف أنحاء العالم.
واختتم الشوبكي حديثه بالتأكيد على أن “العبث بمضيق هرمز هو عبث باستقرار العالم”، داعيًا إلى تحرك دبلوماسي عاجل، إلى جانب العمل على تنويع حقيقي في مصادر الطاقة لتفادي أزمة قد تُعيد العالم إلى مشهد أزمة النفط في السبعينيات.
