أكد صناعيون أردنيون أن زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني لعدد من المصانع الإنتاجية تمثل “خارطة طريق” واضحة لبناء اقتصاد وطني قائم على الإنتاج والابتكار، كما تعكس دعمًا ملكيًا رفيع المستوى للصناعة الأردنية باعتبارها ركيزة أساسية في التنمية الاقتصادية وتوليد فرص العمل.
وفي حديثهم لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، ثمّن الصناعيون زيارة جلالته لثلاثة مصانع في مدينة الموقر الصناعية جنوب عمّان، تغطي قطاعات الغذاء والتغليف والملابس، مؤكدين أنها رسالة واضحة تعزز من مكانة القطاع الصناعي كمحرك للتنمية المستدامة وتمكين الشباب وتعزيز الاعتماد على الذات.
أشاروا إلى أن الزيارة تعزز ثقة المستثمرين في البيئة الصناعية الأردنية، وتفتح آفاقًا جديدة للتوسع في الصناعات التحويلية ذات القيمة المضافة العالية، وزيادة التوجه نحو التصدير للأسواق الإقليمية والدولية.
دعم مباشر للقطاع الصناعي
زيارة الملك لمصانع مجموعة الكبوس، والشركة النوعية للكرتون والتغليف، وشركة “باين تري” لصناعة الملابس، تعكس إيمانًا عميقًا بأهمية الصناعة الأردنية في تحقيق الاكتفاء الذاتي وتعزيز الصادرات. إذ يشغل القطاع الصناعي أكثر من 250 ألف عامل، 90% منهم أردنيون، يعملون في 18 ألف منشأة تنتج نحو 1500 سلعة تُصدر إلى أكثر من 150 دولة.
تجربة “باين تري” الناجحة
معاذ السعايدة، المدير التنفيذي لشركة “باين تري”، قال إن زيارة الملك لمصنعهم تُعد مصدر فخر واعتزاز لكل العاملين، مؤكدًا أن المصنع هو ثمرة زيارة جلالته إلى سنغافورة عام 2014. أشار إلى أن الشركة تأسست برأسمال سنغافوري وتمكنت من توطين الخبرات العالمية وتمكين الشباب الأردني، حيث يشغل الأردنيون 98% من المناصب الإدارية، وتصدر الشركة سنويًا بأكثر من 100 مليون دولار.
وأضاف السعايدة أن الشركة حرصت منذ بدايتها على تمكين المرأة وتوفير بيئة عمل آمنة ومنظمة، مما جعلها وجهة مفضلة للفتيات في المنطقة، كما نجحت في تصدير الكفاءات الأردنية للعمل في مصانع المجموعة الأم في آسيا.
الصناعة محرّك الاقتصاد الوطني
رئيس جمعية المصدرين الأردنيين، العين أحمد الخضري، اعتبر أن الزيارة الملكية تعكس دعمًا استراتيجيًا للصناعة الوطنية، مشيرًا إلى أنها تشجع على توسيع الاستثمارات وتعزز من تنافسية المنتجات الأردنية عالميًا. وأكد أن المصانع التي شملتها الزيارة تمثل نماذج ناجحة يُحتذى بها في التوسع والتصدير.
كما أشار إلى أن هذه الزيارة تكرّس مكانة القطاع الصناعي كمحرك رئيسي للنمو الاقتصادي، خصوصًا في المناطق الواعدة مثل مدينة الموقر الصناعية.
الصناعة الغذائية أولوية وطنية
من جهته، أكد ممثل قطاع الصناعات الغذائية محمد الجيطان، أن زيارة الملك لمصانع الصناعات الغذائية تعكس أهمية الأمن الغذائي كأحد أركان الأمن الوطني. وقال إن الصناعات الغذائية أثبتت قدرتها على الصمود والتصدير، داعيًا إلى توفير بيئة أعمال محفزة وتسهيل الإجراءات أمام المستثمرين.
تمكين الصناعة الجلدية والمحيكات
المهندس إيهاب قادري، ممثل قطاع الصناعات الجلدية والمحيكات، أكد أن الزيارة تشكّل دعمًا مباشرًا للصناعات التي توفر فرص العمل وتدفع بعجلة التنمية. وقال إن جولة الملك تعبّر عن النهج العملي في دعم الصناعات القادرة على مواجهة التحديات وتعزيز التنافسية العالمية.
رسالة ثقة واستراتيجية وطنية
المهندس محمد الصمادي، مدير تطوير الأعمال في مجموعة العملاق الصناعية، شدد على أن زيارة جلالة الملك تمثل رسالة استراتيجية بأن الصناعة الوطنية محور أساسي في رؤية التحديث الاقتصادي. وأوضح أن هذه الزيارات ليست رمزية، بل تعكس دعمًا مباشرًا لتحفيز النمو الصناعي وتعزيز الاكتفاء الذاتي في ظل التحديات العالمية.
وأكد أن جلالة الملك يكرّس نهجًا عصريًا في القيادة يقوم على التفاعل المباشر مع الاقتصاد الحقيقي، ويعكس فلسفة تقوم على الشراكة مع القطاع الخاص لبناء اقتصاد قائم على المعرفة والإنتاج والتنافسية.