الخميس, يوليو 24, 2025
الرئيسيةصحةضرب الكرة بالرأس وتأثيره على كهرباء الدماغ: تغيّرات دقيقة ومؤشرات على خطر...

ضرب الكرة بالرأس وتأثيره على كهرباء الدماغ: تغيّرات دقيقة ومؤشرات على خطر طويل الأمد

كشفت دراسة أسترالية حديثة أن ضرب الكرة بالرأس، حتى في غياب أعراض ارتجاج واضحة، قد يسبب تغيرات دقيقة في الدماغ، تؤثر على التوصيل الكهربائي ووظائف أخرى عصبية أساسية. الدراسة، التي نُشرت في مجلة «Sports Medicine – Open»، تُعدّ أول تجربة عشوائية محكمة من نوعها تُجري تحليلاً دقيقاً لتأثير ضرب الكرة بالرأس على لاعبي كرة القدم باستخدام تقنيات متقدمة مثل التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI).

تغيّرات كهربائية وكيميائية في الدماغ
ووجد الباحثون أن ضرب الكرة بالرأس يؤدي إلى انخفاض في التوصيل الكهربائي في مناطق متعددة من الدماغ، خصوصًا تلك المسؤولة عن التحكم الحركي. كما لوحظت تغيّرات كيميائية في بنية الدماغ، تُشير إلى تأثير على كيفية استخدامه للطاقة وانتقال المعلومات عبر الألياف العصبية (المادة البيضاء).

وفي تحاليل الدم، رُصد ارتفاع في مستويي بروتينين يُعدّان من أهم المؤشرات الحيوية لإصابات الدماغ وهما:

GFAP: مؤشر على إصابة الخلايا الداعمة في الدماغ.

NFL: يرتبط بإصابة الألياف العصبية ويُستخدم لتقييم خطر الإصابة بالخرف مستقبلاً.

تصريحات الباحثين
قال الدكتور ناثان ديلانغ من جامعة كوينزلاند:

“نستنتج من ارتفاع مستويات هذه البروتينات، ومن الدراسة بشكل عام، أن ضرب الكرة بالرأس يمكن أن يُسبب خللاً ولو طفيفاً في خلايا الدماغ، حتى مع عدم ظهور أعراض واضحة محددة على اللاعبين”.

وأضاف:

“المستويات المرتفعة من هذه المؤشرات الحيوية تشير إلى تغيّرات مجهرية دقيقة في الدماغ، ونحن نحتاج إلى المزيد من البحث لتحديد الأهمية السريرية لهذه التغيّرات على المدى الطويل”.

من جانبها، علّقت الدكتورة دانييل مكارتني من جامعة سيدني بقولها:

“تشير هذه النتائج إلى أنه حتى الضرب الروتيني للكرة بالرأس، دون ارتجاج أو أعراض واضحة، يمكن أن يؤدي إلى تغيّرات دقيقة في بنية الدماغ”.

وشددت على ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث لفهم ما إذا كانت هذه التغيّرات تتراكم بمرور الوقت وما قد تعنيه لصحة اللاعبين مستقبلاً، مشيرة إلى ضرورة الحذر خاصة في تدريبات كرة القدم التي تتكرر فيها مثل هذه الضربات بشكل مكثف.

تقييم عملي للتجربة
أُجريت التجربة على 15 لاعب كرة قدم بالغ، حيث قاموا بضرب الكرة بالرأس 20 مرة خلال فترة زمنية محددة، وتم تقييم أدمغتهم بعدها مباشرة باستخدام تقنيات تصوير دقيقة في مركز أبحاث علوم الأعصاب الأسترالي (NeuRA)، بالإضافة إلى اختبارات دم وفحوصات إدراكية.

ماذا تعني هذه النتائج؟
تشير الدراسة إلى أن ضرب الكرة بالرأس قد لا يكون بريئًا كما كان يُعتقد، حتى عند غياب الأعراض الظاهرة. وبينما لا تزال العلاقة المباشرة بين هذه التغيّرات وإصابات الخرف أو الأمراض التنكسية الأخرى قيد الدراسة، إلا أن الأبحاث المتزايدة تدعم ضرورة الحذر، خاصة في المراحل العمرية المبكرة والتدريب المكثف.

كما تفتح النتائج المجال أمام البحث في وسائل وقائية تشمل التغذية، وربما مستقبلاً أدوية أو مكمّلات قد تقلل من آثار مثل هذه الإصابات الدماغية الدقيقة.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات