لا يزال برنامج التفوق الجوي للجيل القادم الذي تطوره القوات الجوية الأمريكية محاطًا بسرية تامة منذ انطلاقه قبل أكثر من عشرة أعوام.
رغم أن الرئيس دونالد ترامب كشف مؤخرًا في مارس/آذار عن الاسم الرمزي لمقاتلة الجيل السادس، فإن غالبية تفاصيلها الفنية وقدراتها تظل مجهولة للجمهور، وفقًا لما ذكرته مجلة “ناشيونال إنترست”.
وفي خطوة لافتة، أعلن الجنرال ديفيد ألوين، رئيس أركان سلاح الجو الأمريكي، أن المقاتلة ستتمتع بنصف قطر قتالي يتجاوز 1,000 ميل بحري (حوالي 1,852 كيلومتر)، ما يعني قدرتها على استهداف أهداف بعيدة المدى دون الحاجة للتزود بالوقود جواً.
كما أشار ألوين عبر منصة “إكس” إلى أن الطائرة ستمتاز بتقنيات تخفي متطورة، بالإضافة إلى سرعة طيران تتجاوز “2.0 ماخ” أي ضعف سرعة الصوت.
ويتوقع خبراء الطيران أن تضم المقاتلة تقنيات متطورة جدًا تُحدث تحولًا في موازين القوى الجوية، وتعزز التفوق القتالي الأمريكي.
تكتسب مسألة المدى الطويل أهمية استراتيجية خاصة مع تصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والصين، لاسيما في منطقة بحر الصين الجنوبي.
في حالة نشوب نزاع، قد تسعى البحرية الصينية إلى فرض حصار على القواعد الأمريكية في المحيط الهادئ، مما يبرز الحاجة إلى مقاتلات تستطيع ضرب أهداف بعيدة دون الاعتماد على التزود بالوقود خلال الطيران.
كما يمثل التهديد المحتمل للقاذفة الصينية الشبحية “H-20″، التي يُعتقد أن مداها يتجاوز 8,500 كيلومتر، عامل قلق إضافي، إذ يمكنها الوصول إلى أهداف في اليابان والفلبين وحتى غوام الأمريكية.
ماذا نعرف عن المقاتلة إف-47؟
عند إعلان ترامب عن اسم “إف-47” في وقت سابق هذا العام، أكد أن المقاتلة الجديدة ستدمج طائرات بدون طيار ضمن تشكيلاتها.
وقال: “ستحلق مع العديد من الطائرات بدون طيار… هذه تقنية جديدة، لكنها لن تطير بمفردها”.
من المتوقع أن تعمل هذه الطائرات، التي تُعرف بـ”الطائرات القتالية التعاونية” (CCAs)، كأجنحة مساندة تقوم بتنفيذ مهام خطرة بدلاً من الطائرات المأهولة، ما يقلل الخسائر البشرية ويزيد من فعالية العمليات.
تعتمد قدرات “إف-47” على محركات متطورة يجري تطويرها حاليًا من قبل شركتي “GE Aerospace” و”Pratt & Whitney” التابعتين لشركة “RTX”، حيث تتنافس النماذج لتلبية متطلبات السرعة العالية والمدى البعيد.
من المتوقع أيضًا أن تدمج المقاتلة أنظمة أسلحة متقدمة، مثل أسلحة الطاقة الموجهة والصواريخ بعيدة المدى، إلى جانب تقنيات التخفي التي تجعلها شبه غير مرئية للرادارات.
رغم اعتبار “إف-47” رمزًا للتفوق التكنولوجي الأمريكي، تظل تكلفة البرنامج غامضة، حيث قد تتجاوز تكلفة الطائرة الواحدة 300 مليون دولار.
