عززت شركة غوغل مكانتها كأكثر الشركات نشاطًا في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي، بعد تصدرها قائمة الجهات العالمية من حيث عدد براءات الاختراع المقدّمة في هذا المجال، وفقًا لبيانات صادرة عن شركة IFI Claims المتخصصة في إدارة وتحليل قواعد البيانات التقنية.
وجاء هذا التصنيف بعد دراسة شاملة غطت الفترة من فبراير 2024 حتى أبريل 2025، وشملت آلاف الطلبات المرتبطة بالتقنيات الذكية. ورغم أن براءات الاختراع لا تُترجم دائمًا إلى منتجات نهائية، إلا أنها تُعد مؤشرًا مهمًا على اتجاهات البحث والتطوير والمنافسة التقنية في الأسواق.
وسجلت الولايات المتحدة ارتفاعًا لافتًا بنسبة 56% في عدد طلبات براءات الاختراع المتعلقة بالذكاء الاصطناعي التوليدي خلال عام واحد فقط، لتصل إلى 51,487 طلبًا، في حين ارتفعت نسبة البراءات الممنوحة هناك بنسبة 32%. ويعكس هذا التزايد تسارعًا ملحوظًا في جهود حماية الابتكارات التقنية، وسط منافسة شرسة بين كبرى شركات التكنولوجيا.
وتقدمت غوغل أيضًا في مجال “الذكاء الاصطناعي الوكيل” – أحد فروع الذكاء الاصطناعي الناشئة – في وقت حافظت فيه شركات مثل إنفيديا ومايكروسوفت وIBM وإنتل على مواقعها ضمن المراكز الأولى. كما ظهرت كيانات أكاديمية وتجارية صينية بقوة، حيث دخلت ثلاث جامعات صينية قائمة العشرة الأوائل عالميًا، ما يعكس توسع المنافسة على مستوى عالمي.
أما على صعيد الولايات المتحدة، فقد تصدرت غوغل ومايكروسوفت المشهد، متفوقتين على IBM التي كانت تتصدر سابقًا. وشملت قائمة العشرة الأوائل أيضًا شركات بارزة مثل سامسونج، أدوبي، كوالكوم، وإنفيديا.
ويشير تقرير IFI Claims إلى أن الذكاء الاصطناعي التوليدي شكّل ما نسبته 17% من إجمالي طلبات براءات الاختراع المرتبطة بالذكاء الاصطناعي في السوق الأميركي خلال العام الماضي، بينما بلغت حصة الذكاء الاصطناعي الوكيل 7% على مستوى العالم.
ورغم الحضور القوي لعمالقة التكنولوجيا، لم تظهر ميتا ولا OpenAI ضمن أول عشر جهات في التصنيف. إذ ركزت ميتا بشكل أكبر على تطوير تقنيات مفتوحة المصدر، في حين أعلنت OpenAI أنها تحتفظ ببراءاتها لأغراض دفاعية فقط، ما يفسر غيابها عن المراتب المتقدمة في عدد الطلبات المسجلة.
ويعكس هذا الحراك العالمي المتسارع حقيقة أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد خيار تقني، بل بات ساحة رئيسية للتنافس الاستراتيجي في الابتكار والسيطرة على مستقبل التكنولوجيا.