في نقلة نوعية تعكس التوجه العالمي نحو الذكاء الاصطناعي، أعلنت شركة غوغل خلال مؤتمرها السنوي للمطورين عن إعادة تصميم تجربة البحث على الإنترنت عبر إدخال وضع البحث الذكي “AI Mode”، الذي يعتمد على نماذج Gemini المتقدمة، ليحوّل عملية البحث من مجرد عرض روابط إلى تجربة تفاعلية ذكية وشخصية.
نتائج دقيقة.. دون روابط تقليدية
لم يعد محرك البحث يكتفي بعرض نتائج في شكل روابط فقط؛ بل يقدم الآن ملخصات ذكية مخصصة، مدعومة بقدرات تحليل عالية من Gemini. وتظهر المعلومات في شكل نصوص مترابطة ومنظمة تُسهل على المستخدم اتخاذ القرار بسرعة ودقة، دون الحاجة للتنقل بين عشرات الصفحات.
وقد بدأ هذا الوضع تجريبياً عبر Google Labs منذ مارس، ليعلن اليوم عن إتاحته لجميع المستخدمين في الولايات المتحدة عبر الويب وتطبيق Google.
Gemini 2.5: قلب المحرك الذكي الجديد
المفاجأة الأبرز كانت إطلاق Gemini 2.5، النموذج الأحدث الذي يُشغّل خاصيتي AI Mode وAI Overview. ومن أبرز ميزاته:
- Deep Search: أسلوب بحث متعمق يُجري مئات العمليات التحليلية تلقائيًا.
- تجربة تقرير متكامل يلخّص لك كل ما تبحث عنه في صفحة واحدة شاملة.
Project Astra وSearch Live: البحث البصري يبدأ الآن
بدمج مشروع Astra داخل Google Lens، أطلقت غوغل ميزة Search Live، حيث يمكن للمستخدم ببساطة توجيه كاميرا هاتفه نحو أي شيء – مثل معادلة رياضية أو منتج – ليحصل فوراً على شرح تفاعلي، فيديو توضيحي، أو روابط شراء أو تعلم.
Project Mariner: تسوّق واحجز تلقائيًا
وضمن AI Mode، كشفت غوغل عن مشروع Mariner، الذي يمكنه تنفيذ:
- حجوزات السفر تلقائيًا
- شراء المنتجات بعد تحليل العروض الأفضل
- حجز المطاعم والفعاليات بناءً على جدولك المسبق وتفضيلاتك
وذلك بالتعاون مع شركاء مثل Ticketmaster وStubHub، إضافة إلى دعم Google Pay للدفع الفوري بعد التحقق من المقاسات المناسبة باستخدام صورة المستخدم.
بحث شخصي بلا مجهود وبخصوصية محمية
يُقدّم AI Mode تجربة بحث شخصية بالكامل، تستند إلى بيانات المستخدم من Gmail، وGoogle Maps، وYouTube. على سبيل المثال، يمكنه اقتراح مطاعم أو فعاليات لعطلتك القادمة، بناءً على تاريخك الرقمي داخل النظام.
وأكدت غوغل أن جميع البيانات المستخدمة في التخصيص ستكون مرئية للمستخدم، مع إمكانية التحكم الكامل في إعدادات الخصوصية، بما يعزز الشفافية والثقة.
خلاصة:
غوغل لم تعد مجرد محرك بحث. إنها الآن مساعد ذكي شامل يعرف ما تريده ويقدّمه لك بذكاء، بدقة، وبلحظة واحدة. إنها ثورة حقيقية في تجربة المستخدم الرقمية، يقودها الذكاء الاصطناعي، وتفتح بابًا جديدًا لمستقبل البحث والمعلومة.
