أوضح الدكتور عاصم منصور، الرئيس التنفيذي والمدير العام لمركز الحسين للسرطان، أن هناك ارتباطًا مثبتًا بين التعرض الحاد للإشعاع وزيادة خطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية، مؤكداً أن هذا الخطر يزداد بشكل خاص لدى الأطفال واليافعين بسبب طبيعة نمو الغدة لديهم.
كيف يؤثر الإشعاع على الغدة الدرقية؟
أشار د. منصور إلى أن اليود المشع، الذي قد يتسرب إلى البيئة خلال الحوادث النووية، يمتصه الجسم بسرعة عبر الغدة الدرقية.
هذا الامتصاص السريع يؤدي إلى طفرات جينية في خلايا الغدة، ما يزيد من احتمالية تطور السرطان، خصوصاً عند الفئات العمرية الصغيرة.
دلائل من الكوارث النووية
استشهد د. منصور بدراسة نُشرت بعد كارثة تشيرنوبيل، أظهرت تسجيل أكثر من 19,000 حالة سرطان غدة درقية بين الأطفال واليافعين في كل من بيلاروسيا وأوكرانيا خلال الفترة من 1991 حتى 2015، ويُعتقد أن ربع هذه الحالات كانت مرتبطة مباشرة بالتعرض للإشعاع النووي الناتج عن الانفجار.
وسائل الوقاية من تأثير الإشعاع
شدّد الدكتور منصور على أهمية أقراص يوديد البوتاسيوم (المعروفة باليود الوقائي) كإجراء وقائي فاعل في حال وقوع تسرب إشعاعي.
هذا النوع من اليود يُؤخذ قبل أو بعد التعرض للإشعاع، ويعمل على تشبع الغدة الدرقية باليود غير المشع، مما يمنع امتصاصها لليود المشع الضار.
ومع ذلك، أكد د. منصور أن هذا الإجراء يحمي فقط الغدة الدرقية، ولا يؤثر على باقي أعضاء الجسم أو على أنواع أخرى من الإشعاع.
التوعية والوقاية في المقام الأول
وفي ختام حديثه، قال د. عاصم منصور:
“نسأل الله أن يحفظ الجميع من خطر الإشعاع”، مشدداً على أهمية الوعي المجتمعي واتخاذ الإجراءات الوقائية المناسبة عند الحاجة.