السبت, يونيو 14, 2025
الرئيسيةاقتصاد وأعمالمشروع استثماري مشترك بين الأردن والمغرب ومصر لدفع التحول نحو الاقتصاد الأزرق

مشروع استثماري مشترك بين الأردن والمغرب ومصر لدفع التحول نحو الاقتصاد الأزرق

أعلن الاتحاد من أجل المتوسط عن بدء تنفيذ أولى استثمارات صندوق الشراكة المتوسطية الزرقاء في ثلاث دول هي الأردن والمغرب ومصر، ضمن خطوة نوعية تهدف إلى تعزيز التحول نحو اقتصاد أزرق مستدام في منطقة البحر الأبيض المتوسط.

جاء هذا الإعلان خلال جلسة حوارية رفيعة المستوى عُقدت تحت عنوان: “رسم الطريق نحو اقتصاد أزرق مستدام: منطقة المتوسط تقود الطريق”، ضمن فعاليات يوم المتوسط المصاحب لمؤتمر الأمم المتحدة الثالث للمحيطات، والذي أقيم في مدينة نيس الفرنسية.

شارك في الجلسة عدد من المسؤولين البارزين، منهم مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون مصائد الأسماك والمحيطات كوستاس كاديس، ووزيرة التحول البيئي الإسبانية سارة آخيسين، والأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط ناصر كامل. كما حضر من الجانب الأردني أيمن سليمان، مفوض البيئة في سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة، حيث استعرض جهود المملكة في دعم الاقتصاد الأزرق، وخاصة المشروع الجديد في خليج العقبة.

وفي إطار الاستثمارات المُعلنة، جاء مشروع ترميم واحة أيلة في خليج العقبة ضمن المشاريع المختارة للتمويل، ويهدف إلى استعادة النظام البيئي المرجاني وبناء نظام مبتكر لتخزين الطاقة الحرارية، مما يُتوقع أن يؤدي إلى زيادة الغطاء المرجاني بنسبة 240%، وتقليل استهلاك الكهرباء بأكثر من 1.2 مليون كيلوواط/ساعة سنويًا.

أما في المغرب، فتم إطلاق مشروع أول مزرعة رياح بحرية قرب مدينة الصويرة بقدرة إنتاجية تبلغ 1000 ميجاواط، ومن المتوقع أن تبدأ عملياتها التشغيلية في عام 2029. وفي مصر، اختيرت محطة معالجة مياه الصرف الصحي في شرق الإسكندرية كأحد المشاريع الكبرى، حيث ستخدم نحو 1.5 مليون نسمة، وستعالج يوميًا 300 ألف متر مكعب من المياه، مما سيُساهم في خفض التلوث وتحسين أنظمة الصرف الصحي.

وخلال الحدث، أعلنت الحكومة الإسبانية عن مساهمتها بـ8.5 مليون يورو لصالح الصندوق، لتنضم إلى قائمة الجهات المانحة التي تشمل السويد وألمانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي، ليبلغ إجمالي التمويل المتاح 22 مليون يورو مخصصًا للمساعدات الفنية ودراسات الجدوى للمشاريع التي قد تواجه تحديات في الحصول على تمويل تقليدي.

وناقش الحاضرون من أعضاء “مجتمع الاقتصاد الأزرق المستدام الأورومتوسطي” أدوات تسريع التحول نحو اقتصاد أخضر وأزرق، بما في ذلك الابتكار في التمويل، بما يتماشى مع أولويات إعلان 2021 الوزاري. كما تم التطرق إلى قضايا محورية مثل إزالة الكربون، توفير “وظائف زرقاء”، السياحة البيئية، الطاقة المتجددة، ومكافحة التلوث البحري، وسط استعراض لبعض المشاريع الناجحة كمبادرة “كول مي بلو” وبرامج التعليم العالي التي تمولها مبادرات “إنترّيج” و”نكست مِد”.

في تصريحاتها، شددت وزيرة التحول البيئي الإسبانية، سارة آخيسين، على رمزية البحر المتوسط قائلة:

“البحر المتوسط ليس مجرد مسطح مائي، بل هو مهد حضارات ومصدر رزق لملايين البشر. إنه يشكل حاضرنا وماضينا وهويتنا.”

من جانبه، أكد الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط، ناصر كامل، على أهمية العمل الجماعي قائلاً:

“مجتمع الاقتصاد الأزرق المستدام يشكل مصدر إلهام للعالم. رغم الاضطرابات الجيوسياسية، يظل الاقتصاد الأزرق قوة توحدنا. سنواصل استخدام منصتنا التي تضم 43 دولة وفاعلين متعددين لجذب المزيد من الاستثمارات وتحقيق التنمية المستدامة والعادلة في المنطقة.”

يُذكر أن الاتحاد من أجل المتوسط تمكّن منذ اعتماد أول إعلان وزاري للاقتصاد الأزرق المستدام عام 2015 من تعبئة أكثر من 500 مليون يورو لدعم أكثر من 250 مشروعًا في أنحاء المنطقة، ما يعكس التزامًا حقيقيًا بتحويل البحر المتوسط إلى نموذج عالمي للاقتصاد الأزرق المستدام.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

الأكثر شهرة

احدث التعليقات