الإثنين, ديسمبر 15, 2025
الرئيسيةالتكنولوجياهل اقتربت نهاية عصر الهواتف الذكية؟ نظرة على مستقبل التكنولوجيا

هل اقتربت نهاية عصر الهواتف الذكية؟ نظرة على مستقبل التكنولوجيا

لطالما تسيّد الهاتف الذكي مشهد حياتنا اليومية لأكثر من عشر سنوات، حيث كان بوابتنا الأساسية للعمل، والترفيه، والتواصل مع العالم. ولكن، مع القفزات التكنولوجية المتسارعة، يبدو أننا نقف اليوم على أعتاب تحول جذري قد يكتب السطر الأخير في قصة هيمنة هذه الأجهزة. ومع صعود تقنيات الذكاء الاصطناعي، والواقع المعزز، والأجهزة القابلة للارتداء، يطرح الجميع سؤالاً ملحاً: ماذا بعد؟ خاصة وأن كل إصدار جديد من “آيفون” أو “أندرويد” لم يعد يقدم سوى تحسينات طفيفة في السرعة والكاميرا. وبحسب تقرير لمجلة “CEO Today” نشره موقع “العربية نت”، فإن المستقبل يحمل موجة ابتكارات ستعيد تعريف علاقتنا بالتكنولوجيا كلياً.

المساعد الذكي القابل للارتداء

أحد أبرز البدائل التي تلوح في الأفق هي أجهزة الذكاء الاصطناعي القابلة للارتداء، والتي تسعى لتحريرنا من شاشات الهواتف. شركات عملاقة مثل “أبل”، و”ميتا”، و”هيومان” (Humane) تعمل بجد لتطوير أدوات ذكية نرتديها كالنظارات، أو الخواتم، أو حتى دمجها في ملابسنا. هذه التقنيات ستسمح لنا بإجراء المكالمات وإرسال الرسائل والحصول على المعلومات عبر الأوامر الصوتية أو الإيماءات البسيطة. والهدف هنا هو الوصول إلى ذكاء اصطناعي يفهم سياق حياتك، ويتنبأ باحتياجاتك قبل أن تطلبها، ليقدم المساعدة بهدوء ودون تشتيت، مما يلغي الحاجة لإخراج الهاتف من جيبك مع كل إشعار.

دمج الواقع بالخيال

في مسار موازٍ، تتطور تقنيات الواقع المعزز والافتراضي بسرعة مذهلة. ولعل نظارات “فيجن برو” من أبل و”كويست” من ميتا تمثل الشرارة الأولى لأجهزة تمزج العالمين الرقمي والحقيقي. المستقبل يخبئ لنا نظارات خفيفة أو حتى عدسات لاصقة تضع المعلومات الرقمية مباشرة أمام أعيننا فوق العالم الحقيقي؛ فتخيل أن ترى خرائط الملاحة مرسومة على الشارع أمامك، أو تجري مكالمة فيديو عبر طيف يظهر في غرفتك، كل ذلك دون شاشة هاتف. الطموح التقني يسعى لجعل هذه التجربة أكثر قابلية للحمل والاندماج في يومياتنا، وتوفير سياق معلوماتي فوري سواء في بيئات العمل أو الحياة الاجتماعية.

عالم مترابط يدير نفسه

مع توسع مفهوم “إنترنت الأشياء”، تتحول منازلنا وسياراتنا ومكاتبنا إلى بيئات ذكية تتواصل فيما بينها. الفكرة تكمن في أنك لن تحتاج لهاتف ليكون جهاز تحكم عن بعد؛ فأنظمة الذكاء الاصطناعي ستدير المشهد في الخلفية. ستتمكن من التحكم بالإضاءة، والأمن، والأجهزة المنزلية عبر صوتك أو حتى عبر البيانات الحيوية. وسنشهد سيارات متصلة تعرف جدول مواعيدك وتقودك لوجهتك، بينما تقوم أجهزة صحية ترتديها بمراقبة مؤشراتك الحيوية وإدارتها بشكل استباقي، وكل ذلك يتم بسلاسة دون الحاجة لشاشة الهاتف كوسيط.

استقلال المساعدين الأذكياء

رغم ذكاء مساعدين مثل “سيري” و”أليكسا”، إلا أنهم ما زالوا سجناء داخل الهواتف الذكية. النقلة القادمة ستجعل هؤلاء المساعدين يعملون بشكل مستقل تماماً، حيث سيندمجون في الأجهزة القابلة للارتداء أو أنظمة المنزل الذكي. هذا التطور سيجعل حمل هاتف تقليدي أمراً غير ضروري، حيث ستتوحد أنظمة الذكاء الاصطناعي مع الواقع المعزز وإنترنت الأشياء لخلق تجربة مستخدم متكاملة وسلسة تحيط بك أينما كنت.

التحكم بقوة الفكر

وربما يكون التطور الأكثر إثارة وغرابة هو “واجهات الدماغ والحاسوب”. رغم أنها لا تزال في مراحلها الأولية، إلا أن شركات مثل “نيورالينك” التابعة لإيلون ماسك تراهن على مستقبل نتفاعل فيه مع الأنظمة الرقمية بمجرد التفكير. هذا يعني التحكم في الأجهزة دون استخدام اليدين أو الصوت، والوصول الفوري للمعلومات دون شاشات. إذا تحقق هذا الحلم، فإنه سيغير مفهوم التواصل البشري مع الآلة من جذوره، ويجعل الأجهزة المادية التي نحملها اليوم مجرد ذكرى من الماضي.

Omar Al-Zoubi
Omar Al-Zoubi
عمر الزعبي صحفي ومحلل أخبار، يتمتع بخبرة تزيد عن عشر سنوات في العمل مع مؤسسات إعلامية بارزة داخل الأردن وخارجه. يقدم تحليلات معمقة وتقارير ميدانية وصحافة استقصائية تغطي الأخبار الأردنية والأحداث العالمية في مختلف المجالات، مما يعزز مكانة jodaily.com.
مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة

احدث التعليقات