اختتم وفد أردني رفيع المستوى، برئاسة برنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية في الأردن (UN-Habitat)، زيارة ميدانية استمرت خمسة أيام إلى هولندا، ضمن مشروع “الإدارة الذكية للمياه الحضرية”، بهدف الاطلاع على التجارب الهولندية في مجال الحلول المبتكرة لإدارة المياه في المدن.
الزيارة التي موّلتها سفارة مملكة هولندا في الأردن، جمعت مختصين من وزارات ومؤسسات وطنية، مثل:
وزارة المياه والري
وزارة البيئة
وزارة الأشغال العامة والإسكان
أمانة عمّان الكبرى
بلديات إربد الكبرى والمفرق
الجمعية الملكية لحماية الطبيعة
خلال الزيارة، اطّلع الوفد على خبرات هولندية رائدة في مواجهة الفيضانات المفاجئة، وحصاد مياه الأمطار، وتحويل البنية التحتية الحضرية إلى أنظمة خضراء ومتكيّفة مع المناخ.
وقالت ديما أبو ذياب، رئيسة برنامج UN-Habitat في الأردن:
“نحن لا نستورد حلولًا جاهزة، بل نطوّر نماذج قابلة للتطبيق ومصممة خصيصًا للسياق الأردني، مثل الأسطح الخضراء في إربد، وحدائق الإسفنج في عمّان، والري الذكي في المفرق”.
وأضافت:
“نسعى إلى دمج الحلول القائمة على الطبيعة في السياسات والخطط الحضرية”.
وأكدت نِعمة القطاونة من أمانة عمّان:
“نحن في بلد يُعد من أكثر الدول ندرة في المياه، والفيضان والجفاف باتا تهديدًا مباشرًا. المساحات العامة مثل Water Square تدمج بين الحصاد المائي والترفيه والتعلم والهوية المدنية”.
وقالت علاء الحوامدة، من وزارة المياه:
“رأينا ملاعب كرة قدم تتحول إلى خزانات أمطار، وأسقفًا خضراء ذكية تتفاعل مع المناخ”.
وتم الاتفاق خلال الزيارة على إعداد خارطة طريق لتبادل المعرفة، والعمل على تنفيذ مشروعات تجريبية في المدن الأردنية، إلى جانب تطوير دليل لأنماط البنية التحتية الخضراء الحضرية، يترجم الابتكار الهولندي إلى واقع محلي.
وأشارت سارة الحليق، ممثلة وزارة البيئة، إلى أن التطبيق العملي كان “جسرًا بين النظرية والممارسة”، مضيفة:
“التدخلات الصغيرة، إذا قادتها سياسات سليمة وخطط محلية وبمشاركة مجتمعية، يمكن أن تُحدث تغييرًا منهجيًا”.
من جانبه، شدد كيس فان دير لَغْت، المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مؤسسة World Waternet، على أهمية نهج التفكير الشمولي والتعاون طويل الأمد، قائلًا:
“التأثير المستدام يتحقق عندما يتم تبادل المعرفة وتقاسم المسؤوليات بين المدن والقطاعات”.
وأعربت رُباب علي، ممثلة بلدية إربد الكبرى، عن تطلعاتها لتحويل إربد إلى “مدينة إسفنجية”، حيث تُستخدم مياه الأمطار كمورد بدلاً من اعتبارها خطرًا.
فيما أضاف صهيب الحراحشة من بلدية المفرق:
“يمكننا من خلال حصاد مياه الأمطار وتشجير المساحات العامة، خلق بيئات متعددة الوظائف تُخفف آثار المناخ، وتواجه شح المياه، وتعزز الأمن الغذائي، وتدعم المجتمعات الشاملة”.
واختتمت تمام الحسامي من أمانة عمّان:
“لقد كانت تجربة تسير بنا نحو مستقبل أكثر خضرة، حيث تلتقي الأبحاث بالهندسة لإيجاد حلول مائية حضرية ذكية قابلة للتطبيق”.