مع حلول عيد الأضحى المبارك، يعيش آلاف الأردنيين المغتربين حول العالم أجواء العيد بعيدًا عن الوطن والأهل، ولكنهم يحرصون على إحياء الطقوس والتقاليد الأردنية بطريقتهم الخاصة، بما يعكس روح الانتماء والحنين.
وفي الوقت الذي يحتفل فيه الأردنيون داخل المملكة من خلال الزيارات العائلية وتبادل التهاني، تنظم الجاليات الأردنية في دول الاغتراب فعاليات اجتماعية وثقافية تهدف إلى تقوية أواصر العلاقات بين أبنائها وتعويضهم عن الغياب.
وفي حديث لـ”بترا”، أكد عدد من الأردنيين في الخارج أن عيد الأضحى يحمل قيمة معنوية كبيرة، ويمثل فرصة مهمة للحفاظ على الهوية الوطنية وتعزيز الروابط الاجتماعية، رغم بُعدهم عن أرض الوطن.
- محمد العبادي، المقيم في الإمارات، أوضح أنه رغم بعد المسافات، يحرص هو وعائلته على إحياء شعائر العيد، بدءًا من ذبح الأضاحي، وتنظيم إفطار جماعي في أول أيام العيد، فضلًا عن أداء صلاة العيد في المساجد. كما أشار إلى حرصهم على إعداد الأكلات الأردنية التقليدية، وتنظيم موائد مشتركة داخل الجمعيات، ما يعزز روح التواصل والانتماء.
وأضاف العبادي أنه وأبناءه يرتدون الملابس التراثية الأردنية خلال العيد كنوع من الاعتزاز بالأصل والوطن، مؤكدًا أن هذه الممارسات تغرس في نفوس الأطفال الشعور بالفخر والانتماء لتراثهم.
- من جهتها، قالت رنا المصري، المغتربة في ألمانيا، إن أجواء العيد في الخارج تختلف عن الوطن، لكنها تحاول الحفاظ على التقاليد بقدر المستطاع. وأوضحت أن وسائل التواصل الاجتماعي لعبت دورًا كبيرًا في تقليل الشعور بالبعد، من خلال المكالمات المرئية والمعايدات، ما خفف من حدة الغربة خلال هذه المناسبة.
وأضافت أن مشاركتها في الأنشطة التي تقيمها الجالية الأردنية في ألمانيا تعزز شعور الانتماء، وتنمي روح التضامن بين أفراد الجالية، وهو ما يضفي على العيد طابعًا خاصًا يقرّبهم من الوطن رغم المسافات.
- أما إبراهيم المنسي، الطالب الجامعي المقيم في بريطانيا، فعبّر عن صعوبة قضاء العيد بعيدًا عن العائلة، خاصة مع غياب الدفء والطقوس المألوفة، لكنه يجد في لقاءاته مع بعض الأقارب هناك تعويضًا معنويًا مهمًا. وأشار إلى أن هذه التجمعات البسيطة تمنحه الإحساس بالأجواء العائلية، وتضيف للعيد معنى خاصًا وسط الغربة.
ويتفق جميع المغتربين الذين تحدثت إليهم “بترا” على أن عيد الأضحى يظل مناسبة روحية وإنسانية مميزة، تتيح لهم تجديد صلتهم بالعادات والتقاليد، وتعزيز مشاعر التضامن والانتماء، لتكون طقوس العيد بمثابة جسر يربطهم بالوطن مهما طال البعد، ويمنحهم شعورًا دائمًا بالقرب من ذكرياتهم وأحبّتهم.