انطلق الحلم السينمائي من مدينة إربد ليصل إلى الشاشة الكبيرة، حيث تمكن الفيلم الروائي الطويل “سمسم” من الفوز بجائزتي “أفضل كاتب سيناريو لفيلم روائي طويل” و“أفضل ممثلة في أول دور” خلال مشاركته في مهرجان عمان السينمائي، ليبرهن أن المواهب الشابة في المحافظات الأردنية قادرة على المنافسة والتميز.
ولادة مشروع سينمائي من إربد
“سمسم” هو ثمرة ورشة عمل احتضنتها الهيئة الملكية الأردنية للأفلام لدعم الأصوات الجديدة في محافظة إربد، حيث تشكل فريق من صناع الأفلام الشباب بدعم إنتاجي كامل من الهيئة.
يحمل الفيلم روح المدينة ولهجتها الإربدية، ويمزج بين التراث الأردني وقصص المجتمع المحلي، ليضع فريق العمل أولى خطواته على طريق النجاح السينمائي.
قصة من الواقع
تدور أحداث الفيلم حول شخصية “ابتسام”، فتاة في أواخر العشرينات تسعى للهروب من واقعها القاسي مع ابنتها، وتدخل في مغامرة غير متوقعة بعد ارتباطها برجل مغترب عبر تطبيق زواج، بينما تسعى لإقناع زوجها المنفصلة عنه بإتمام الطلاق.
الفيلم يعكس قضايا اجتماعية مهمة، منها الشقاق والنزاع، تكاليف الزواج، والقيود الاجتماعية التي تعيق المرأة، إلى جانب طرح موضوع جنسية أبناء الأردنيات.
كتابة وإنتاج بسرعة قياسية
ذكرت رزان الزعبي، إحدى كاتبات السيناريو، أن كتابة الفيلم مرّت بعدة مراحل خلال ثلاثة أشهر فقط، بينما استغرق الإنتاج والتصوير والإخراج حوالي خمسة أشهر، مشيرة إلى أن القصة استلهمت من واقع الحياة اليومية وقضايا المجتمع.
كما استعان الفريق بخبرات محامين شرعيين وقاضٍ شرعي لفهم القضايا القانونية والدينية المرتبطة بالسيناريو.
تحديات وإصرار على الهوية
واجه فريق العمل عدة تحديات، أبرزها الإصرار على تصوير الفيلم في إربد رغم رغبة الإنتاج بالتصوير في العاصمة، حيث تم الاعتماد على لهجة المدينة وأحيائها الشعبية وأطباقها التراثية لتعزيز الهوية المحلية.
تقول الزعبي: “أحببنا أن نصنع فيلماً من بيئتنا، يترجم أفكارنا ولا يخضع لما يفرضه السوق، وتركنا الحكم للجمهور.”
أداء متميز ومواهب صاعدة
حصلت سجى الكيلاني على جائزة أفضل ممثلة عن أول دور لها، بعد أن تدربت على اللهجة الإربدية خلال خمسة أيام فقط. كما أشادت الزعبي بالمخرجة سندس سميرات التي قدمت رؤية بصرية جعلت المشاهد يعيش تفاصيل القصة وكأنه جزء من أحداثها.
الفيلم كان المنافس الأردني الوحيد ضمن فئة الفيلم الروائي الطويل إلى جانب 11 فيلما عربيا، واستغرق إنجازه عامين بين التصوير والمونتاج.
دعم جماعي وتجربة ملهمة
أشارت الزعبي إلى أن عاكف أبو جودة ومركز أفلام إربد لعبا دورًا كبيرًا في جمع الفريق وتطوير مهاراته في الكتابة والتصوير والإنتاج. نجاح “سمسم” يعد بداية لفتح أبواب أمام المحافظات الأخرى لكسر احتكار العاصمة للإنتاج السينمائي.