يصل المدير الفني الصربي داركو نيستوروفيتش إلى العاصمة عمّان فجر اليوم الثلاثاء، لتوقيع عقده الجديد مع نادي الوحدات وبدء مهمته الفنية بشكل رسمي، حيث سيقود الفريق في مواجهته المرتقبة أمام السرحان مساء السبت المقبل على استاد الحسن في إربد، ضمن منافسات دوري المحترفين.
ويعود داركو لتدريب الوحدات بعد تجربة سابقة قصيرة في مايو 2023، حين قاد الفريق إلى وصافة بطولة درع الاتحاد، وتُوج معه بلقب كأس السوبر الأردني على حساب الفيصلي، بفوزين ذهابًا 2-1 وإيابًا 1-0، قبل أن يعتذر عن استكمال مهمته لأسباب لم تُكشف بشكل رسمي، ليستلم مساعده رأفت العلامي حينها المهمة مؤقتًا.
ورغم النجاحات الجزئية التي حققها داركو، لا تزال جماهير الوحدات منقسمة بين مؤيد ومعارض لعودته، حيث يشير البعض إلى أن مسيرته التدريبية تفتقر للألقاب، باستثناء إنجازه مع الوحدات، تمامًا كما كان الحال مع المدرب التونسي قيس اليعقوبي الذي لم يحقق بطولات في مسيرته، باستثناء كأس الأردن مع الفريق.
مهمة ثقيلة وسط فوضى فنية
جماهير الوحدات تُحمّل داركو مسؤولية كبيرة في ظل التخبط الفني الذي يمر به الفريق منذ بداية الموسم، لا سيما بعد خسارة كأس السوبر أمام الحسين إربد، وأداء باهت في بداية الدوري، وهو ما دفع الإدارة للبحث عن الاستقرار مجددًا بعد مسلسل متكرر من التغييرات الفنية.
ويأمل جمهور الأخضر أن يُحدث داركو تحولًا ملموسًا في الأداء الفني والذهني، ويُرسخ قواعد الاستقرار التي غابت منذ موسم 2022-2023، والذي شهد سلسلة تغييرات بدأت مع البرازيلي فييرا، مرورًا برأفت علي، ثم رائد عساف، فالفرنسي جوميز، دون أن تستقر الدفة التدريبية.
فوضى مستمرة.. وداركو الحلقة الجديدة
في الموسم التالي (2023-2024)، بدأ داركو المهمة من جديد، قبل أن يتنحى ويُسند الفريق لعدد من المدربين، أبرزهم العُماني رشيد جابر، ثم أمجد أبو طعيمة، فـ رأفت علي الذي أعاد لقب كأس الأردن إلى خزائن الفريق.
والمشهد تكرر هذا الموسم، حيث قاد رأفت علي بداية الموسم بنجاح آسيوي، قاد خلاله الفريق لربع نهائي دوري أبطال آسيا “2”، قبل أن تتم إقالته بسبب التراجع المحلي، ليُستبدل بـ قيس اليعقوبي الذي اقترب من الفوز بالدوري، لكنه خسره في اللحظات الأخيرة أمام الرمثا، قبل أن يُقال بعد تعثر الفريق في كأس السوبر وبداية الدوري.
مطلوب دعم إداري وثقة بالمدرب
رغم امتلاكه عقلية تدريبية قوية، إلا أن داركو يُعرف بشخصيته الحادة وصعوبة تعامله أحيانًا مع اللاعبين، وهو ما ظهر في تجربته السابقة مع نجم الفريق أحمد سمير، ولاحقًا مع أنس العوضات. لذا، تؤكد أطراف داخل النادي على ضرورة توفير البيئة المناسبة والدعم الكامل من مجلس الإدارة، لضمان نجاح التجربة وتفادي التصادمات التي قد تؤثر على الفريق.
ويبدو أن داركو بحاجة إلى مساحة فنية واضحة وثقة متبادلة مع إدارة النشاط واللاعبين، ليتمكن من تطبيق أفكاره وبناء فريق مستقر قادر على المنافسة محليًا وقاريًا.
