يواجه المزارعون في وادي الأردن أزمة غير مسبوقة مع تراجع مخزون السدود الرئيسية التي تغذي الوادي بالمياه، ما يهدد قدرتهم على تجهيز أراضيهم للموسم الزراعي المقبل، ويضع القطاع الزراعي أمام ظروف بالغة الصعوبة والخطورة.
أزمة مياه الري
تشير بيانات سلطة وادي الأردن إلى انخفاض مستمر في مخزون السدود، أبرزها سد الملك طلال، ما دفع الجهات المختصة إلى تقنين الحصص المائية المخصصة للوحدات الزراعية. هذا القرار حرم المزارعين من إجراء عمليات أساسية مثل:
- تعقيم التربة لمكافحة الآفات.
- تحضير الأراضي عبر الحراثة والتسوية.
- زراعة الأشتال ضمن المواعيد المحددة.
مخاوف المزارعين
- المزارع محمود الشحادات عبّر عن قلقه قائلاً: “كل يوم يمر دون وجود مياه كافية يعد تأخيرا للموسم الذي يشكل الركيزة الاقتصادية الأهم بوادي الأردن”.
وأكد أن أي تأخير في زراعة الأرض سيؤدي إلى خسائر فادحة بسبب تزامن الإنتاج في جميع مناطق الوادي، ما يفقدهم ميزة التسويق المبكر. - المزارع محمد البلاونة أشار إلى أنه يمتلك عشرات البيوت البلاستيكية التي لم يتمكن من زراعتها بعد، مضيفاً: “شح المياه أجبرنا على تأجيل تجهيز الأراضي أو التخلي عن بعض المحاصيل، وهذا سيؤدي إلى انخفاض الإنتاج وارتفاع الاستيراد”.
تبعات التأخير
- معظم الأشتال المزروعة في المشاتل مهددة بالتلف إذا لم يتم غرسها في الوقت المحدد.
- تأخر عمليات التعقيم سيجبر المزارعين على زراعة الأرض دون حماية من الآفات، ما يزيد استخدام المبيدات الكيميائية المكلفة.
- آلاف العمال الذين يعتمدون على الزراعة في وادي الأردن مهددون بفقدان مصدر رزقهم.
تعويل على أمطار مبكرة
يعوّل المزارعون على موسم مطري مبكر لإنقاذ الزراعة في الوادي. المزارع نواش اليازجين أوضح أن:
- التعقيم الشمسي للتربة كان يتم عادة في يوليو عبر تغطيتها بالملش الأسود.
- غياب المياه حال هذا العام دون إتمام العملية، ما يهدد المحاصيل بالأمراض ويزيد التكاليف.
تحذيرات الخبراء
رئيس اتحاد مزارعي وادي الأردن عدنان الخدام أكد أن نقص مياه الري أصبح التحدي الأكبر، موضحًا أن الإدارة المائية قد تلجأ إلى:
- تأجيل ضخ المياه حتى أكتوبر المقبل.
- تقليل ساعات الضخ والمباعدة بين الدورات.
وحذّر من أن هذه الإجراءات ستؤثر سلبًا على زراعة المحاصيل المبكرة ذات العائد الاقتصادي المرتفع.
الموقف الرسمي
مصدر في سلطة وادي الأردن أشار إلى أن الموسم المطري الماضي كان ضعيفًا، حيث لم تتجاوز نسبة تخزين السدود 50% من سعتها الإجمالية. وأضاف أن هناك خططًا لمواجهة هذا الوضع وضمان تزويد الأنماط الزراعية بالكميات الممكنة من المياه.
تحديات متكررة
ليست هذه الأزمة الأولى التي يواجهها مزارعو وادي الأردن، إذ عانت المواسم السابقة من:
- شح الأمطار والجفاف.
- ارتفاع درجات الحرارة.
- نقص السيولة وارتفاع تكاليف الإنتاج.