أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جدلاً واسعًا بتصريحاته المتكررة عن “استحقاقه” لجائزة نوبل للسلام، مشيرًا إلى دوره في حل نزاعات متعددة، ووصف عدم منحه الجائزة بأنها “إهانة” للولايات المتحدة. ومع اقتراب الإعلان عن الفائز لعام 2025 اليوم الجمعة 10 أكتوبر في أوسلو، يبدو أن حظوظ ترامب محدودة جدًا، رغم ترشيحه من قبل شخصيات مثل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومة باكستان، وفقًا لخبراء ولجان نوبل.
حظوظ ترامب: ترشيحات متأخرة ومخاوف أخلاقية
رُشح ترامب للجائزة هذا العام ضمن 338 مرشحًا (244 فردًا و94 منظمة)، وهو رقم قياسي يعكس الاهتمام العالمي بالنزاعات الجارية مثل غزة وأوكرانيا. ومع ذلك، جاءت معظم ترشيحاته بعد الموعد النهائي في 31 يناير 2025، مثل تلك من نتنياهو بعد اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، الذي يُنسب إلى ترامب. يقول الخبير السويدي بيتر فالنستين إن “اللجنة النرويجية لا تفضل الإعلانات السياسية”، وتركز على “الإنجازات الفعلية والدائمة للسلام”، مشيرًا إلى أن سياسة “أمريكا أولًا” لترامب تتعارض مع مبادئ نوبل في التعاون الدولي ونزع السلاح.
أما نينا غرايغر، مديرة معهد أبحاث السلام في أوسلو (PRIO)، فترى أن “مبادرات ترامب في غزة إيجابية، لكن سياساته الأخرى – مثل الانسحاب من الاتفاقيات الدولية والحرب التجارية – تتعارض مع وصية ألفريد نوبل”. يؤكد رئيس اللجنة يورغن واتن فريدنس أن “اللجنة تنظر إلى الصورة الكاملة”، وتركز على “الإنجازات الملموسة في خدمة السلام”، لا الوعود. رغم ارتفاع احتمالاته في الرهانات إلى 25% بعد اتفاق غزة، يُعتبر ترامب “مرشحًا مثيرًا للجدل”، ومن غير المحتمل فوزه هذا العام، ربما العام القادم إذا نجح في إنهاء النزاعات.
الأسماء الأوفر حظًا: تركيز على الجهود الإنسانية والعدالة
في غياب مرشح واضح، يتداول الخبراء في أوسلو أسماء تركز على “القضايا المصغرة” مثل حقوق الإنسان، الديمقراطية، وحرية الصحافة، وفقًا لهالفارد ليرا من المعهد النرويجي للشؤون الدولية. إليك أبرز المرشحين المحتملين بناءً على التحليلات والرهانات:
المرشح/المنظمة | السبب الرئيسي | احتمالات الرهان (حسب Ladbrokes/Unibet) | تعليق الخبراء |
---|---|---|---|
شبكة غرف الطوارئ السودانية (ERR) | جهود الإغاثة في السودان أثناء الحرب الأهلية، مساعدة ملايين النازحين. | 2/1 (33%) – الأوفر حظًا | “فائزة أقل إثارة للجدل، تتوافق مع التركيز على الإنساني”. |
يوليا نافالنايا | أرملة أليكسي نافالني، استمرار نضالها ضد الفساد والاستبداد الروسي. | 5/1 (16.7%) | “رمز للديمقراطية وحقوق الإنسان في روسيا”. |
مكتب ODIHR (منظمة الأمن والتعاون في أوروبا) | مراقبة الانتخابات وحماية الديمقراطية في أوروبا الشرقية. | 6/1 (14.3%) | “دعم الانتخابات العادلة في ظل التوترات الروسية”. |
أنطونيو غوتيريش (أمين عام الأمم المتحدة) | جهود السلام العالمي، خاصة في أوكرانيا وغزة. | 8/1 (11.1%) | “يمكن أن تكون رسالة للتعاون الدولي”. |
وكالة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) | مساعدة اللاجئين الفلسطينيين في غزة وسوريا. | 10/1 (9.1%) | “تركيز على اللاجئين والعدالة في الشرق الأوسط”. |
لجنة حماية الصحافيين (CPJ) | الدفاع عن حرية الصحافة في مناطق النزاع. | 12/1 (7.7%) | “تتوافق مع اتجاهات نوبل الأخيرة”. |
يُتوقع فائز “أقل إثارة للجدل”، ربما منظمة إنسانية مثل ERR، لتأكيد التزام اللجنة بالقضايا الكلاسيكية كحقوق الإنسان والنزع النووي، بعيدًا عن السياسيين المثيرين للجدل. اللجنة، المكونة من خمسة أعضاء يعينهم البرلمان النرويجي، تحافظ على سرية القرار، وتُعلن الجائزة اليوم الساعة 11 صباحًا بتوقيت أوسلو (5 صباحًا بتوقيت غرينتش).
خلفية عن الجائزة
أُسست جائزة نوبل للسلام عام 1901 وفق وصية ألفريد نوبل، لتكريم “الأفضل في تعزيز الأخوة بين الأمم ونزع السلاح”. منحت سابقًا لأوباما (2009) وكيسنجر (1973) في سياقات مثيرة للجدل، بينما ذهبت 2024 لـ”نيهون هيدانكيو” لنضالها ضد النووي. الجائزة تقدر بـ11 مليون كرونة سويدية (حوالي 1.1 مليون دولار).
مع الإعلان اليوم، يبقى الترقب قائمًا، لكن الاتجاه يميل نحو جهود إنسانية هادئة بعيدًا عن السياسات الشخصية.