أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن الاتفاق الجديد يتضمن إدخال 600 شاحنة مساعدات إنسانية يوميًا إلى قطاع غزة، كجزء من المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام في المنطقة. كما أكدت التقارير أن ترامب سيصل صباح الاثنين إلى إسرائيل، وسيلقي كلمة أمام الكنيست، البرلمان الإسرائيلي، بدعوة رسمية من رئيس الكنيست أمير أوهانا.
وفي وقت سابق، أعلنت الحكومة الإسرائيلية فجر الجمعة عن موافقتها على المرحلة الأولى من خطة ترامب، والتي تركز بشكل أساسي على إطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين لدى حماس في غزة، سواء أحياء أو أمواتًا، مقابل إفراج إسرائيل عن معتقلين وأسرى فلسطينيين، بالإضافة إلى وقف إطلاق النار وتدفق المساعدات إلى القطاع المدمر. وقال بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: “الحكومة وافقت للتو على إطار عمل لإطلاق سراح جميع الرهائن – سواء كانوا أحياءً أو أمواتًا”.
تفاصيل الاتفاق وفق الخطة الأمريكية
أوضحت التقارير أن الاتفاق، الذي تم التوصل إليه بعد مفاوضات غير مباشرة في القاهرة، يشمل:
- إطلاق الرهائن: حماس ستفرج عن جميع الـ48 رهينة المتبقين في غزة (20 منهم أحياء)، خلال 72 ساعة بعد الموافقة الحكومية، مع إعادة جثث 15 فلسطينيًا مقابل جثة كل رهينة إسرائيلي.
- إفراج عن الفلسطينيين: إسرائيل ستطلق سراح 250 فلسطينيًا يقضون أحكامًا بالسجن المؤبد، و1700 آخرين من سكان غزة اعتقلوا بعد هجوم 7 أكتوبر 2023.
- وقف إطلاق النار: يدخل حيز التنفيذ خلال 24 ساعة من الموافقة، مع سحب جزئي للقوات الإسرائيلية من معظم غزة، وفق خطوط محددة أعلنها ترامب في 4 أكتوبر.
- المساعدات الإنسانية: زيادة تدفق الشاحنات إلى 600 يوميًا (بدءًا بـ400 كحد أدنى في الأيام الأولى، ثم التدرج)، لمواجهة المجاعة التي أكدتها منظمات الأمم المتحدة في أغسطس 2025. سيتم دعم ذلك بقوات حفظ سلام أمريكية ودولية لمراقبة التنفيذ.
ردود الفعل والتطورات
أثار الإعلان احتفالات في تل أبيب (ساحة الرهائن) ورام الله وغزة، حيث وصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس الاتفاق بأنه “خطوة نحو السلام”. كما شكرت منتدى عائلات الرهائن ترامب، ودعته لزيارة ساحة الرهائن في تل أبيب. ومع ذلك، عارض وزراء يمينيون مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش الاتفاق، محذرين من تفكيك الائتلاف إذا لم يتم تفكيك حماس.
أكد ترامب أن الرهائن سيُطلق سراحهم “يوم الاثنين أو الثلاثاء”، وسيشهد التنفيذ مشاركة مبعوثه ستيف ويتكوف وصهره جاريد كوشنر، اللذين ساهما في المفاوضات. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى “التزام كامل بالاتفاق”، مشددًا على دعم الأمم المتحدة لإعادة الإعمار والحل السياسي بناءً على دولتين.
السياق الإقليمي والدولي
يأتي الاتفاق بعد أكثر من عامين من الحرب التي أودت بحياة عشرات الآلاف، وأدى إلى مجاعة في غزة. وفقًا للخطة الأمريكية المكونة من 20 نقطة، سيتم تسليم الحكم في غزة إلى ائتلاف فلسطيني تقنوقراطي بعد التخلص من الأسلحة، مع ضمانات أمريكية لـ”سلام دائم”. كما عقد وزراء خارجية أوروبيون وعرب في باريس يوم الخميس لمناقشة التنفيذ، بما في ذلك الأمن والإعمار.
يُعد هذا التطور خطوة تاريخية، لكنه يثير تساؤلات حول الالتزام طويل الأمد، خاصة مع رفض حماس التنازل عن الحكم دون ضمانات سياسية، ومطالب إسرائيل بتفكيك الحركة. الإعلان جاء بعد ضغوط أمريكية مكثفة على نتنياهو، الذي وصف الاتفاق بـ”انتصار قومي وأخلاقي”.
