حذر جلالة الملك عبدالله الثاني من أن منطقة الشرق الأوسط ستواجه مصيراً كارثياً إذا لم يتم التوصل إلى عملية سلام تؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة. جاءت هذه التصريحات خلال مقابلة خاصة أجراها جلالته مع برنامج “بانوراما” على قناة “بي بي سي”.
وقال جلالة الملك: “إنه في حال عدم التوصل لعملية سلام، وإذا لم نجد مستقبلاً للفلسطينيين والإسرائيليين، وعلاقة بين العالمين العربي والإسلامي وإسرائيل، فإننا محكومون بالهلاك.”
وأشار جلالته إلى أن المنطقة شهدت العديد من محاولات السلام الفاشلة على مر السنين، مؤكداً أن الحل الوحيد يكمن في تطبيق حل الدولتين، الذي يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة في الضفة الغربية وقطاع غزة إلى جانب إسرائيل. وأضاف: “آمل أن نتمكن من إعادة الأمور إلى مسارها، ولكن مع أفق سياسي، لأننا إن لم نحل هذه المشكلة فسنعود إليها مجدداً.”
وأكد جلالة الملك أن السلام يظل الخيار الأوحد، محذراً من أن فشل تحقيقه سيؤدي إلى تورط الغرب، وبشكل خاص الولايات المتحدة، في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي مرات عديدة، قائلاً: “كم مرة سيُجر الغرب، والولايات المتحدة على وجه الخصوص، إلى الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي؟”
وعبر جلالته عن عدم ثقته بتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لكنه أبدى ثقته بوجود مسؤولين إسرائيليين آخرين يمكن للقادة العرب التعامل معهم لبناء الثقة.
وفيما يتعلق بموافقة حركة حماس على تسليم إدارة قطاع غزة لهيئة فلسطينية مستقلة بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، أشار جلالة الملك إلى أنه تلقى تطمينات من الوسطاء، مصر وقطر، بأن الحركة ستظل ملتزمة بهذا الاتفاق، معبراً عن تفاؤله بناءً على هذه التطمينات.
وأكد جلالته على أهمية استمرار انخراط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في العملية السياسية بعد تحقيق وقف إطلاق النار في غزة، قائلاً: “في مناقشاتنا مع الرئيس ترامب، هو يدرك أن المسألة لا تتعلق بغزة فقط، ولا بأفق سياسي محدد.” وأضاف أن الرئيس ترامب “يريد تحقيق السلام في المنطقة بأسرها. وهذا لن يتحقق ما لم يكن للفلسطينيين مستقبل.”
وختم جلالته بالإشارة إلى أن الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي مستمر منذ 80 عاماً، قائلاً: “أعتقد أنه حان الوقت لنقول جميعاً كفى.”