الخميس, أكتوبر 23, 2025
الرئيسيةالعالمتقرير يفضح.. غياب كاميرات في ثلثي غرف اللوفر.. وكشف لعملية سرقة جريئة...

تقرير يفضح.. غياب كاميرات في ثلثي غرف اللوفر.. وكشف لعملية سرقة جريئة برافعة شوكية نهارًا

بعد وقوع إحدى أخطر عمليات السرقة في تاريخ متحف اللوفر، والتي أبرزت فجوات أمنية مدمرة، بدأت معلومات إضافية تظهر تدريجيًا، تفسر كيف نجح اللصوص في إتمام مهمتهم بجرأة لم يسبق لها مثيل.

كشف تقرير جديد من هيئة رقابية رفيعة المستوى في فرنسا عن “تأجيلات بارزة ونقص حاد” في تجديد أنظمة الرصد، مما أثار شكوكًا عميقة بشأن قدرة المتحف الأكثر إقبالًا عالميًا على صون تراثه.

العملية الجريئة التي أرعبت باريس، حسبما نقل موقع “فرنسا إنفو”، تكشف تفاصيل السرقة التي حدثت في “قاعة أبولون” الشهيرة، مما يثير إنذارًا شديدًا.

لم تكن السرقة خفية أو تحت جنح الظلام، بل نفذها اللصوص في عز النهار باستخدام شاحنة رفع حمولة (رافعة شوكية)، في انتهاك أمني صارخ لأحد أكثر المواقع تحصينًا على الكوكب.

نجح المشتبه بهم في الهرب عقب إنجاز العملية، وما زالت الجهات الفرنسية تطاردهم، تاركين وراءهم صدمة في الدوائر الثقافية الدولية، وسؤالًا مستمرًا حول كيف سمحت مركبة ثقيلة بالوصول إلى قاعة عرض تاريخية وإتمام سرقة دون عوائق.

تقرير “محكمة الحسابات” يفضح الخلل جاءت الردود على هذه الأسئلة من تقرير حديث أصدرته “محكمة الحسابات الفرنسية”، وهي الجهة المستقلة العليا المسؤولة عن الإشراف على إدارة المال العام.

سيتم الكشف عن النسخة الكاملة لهذا التقرير في نوفمبر/تشرين الثاني القادم، وقد أبرز تأخيرات “واسعة ومستمرة” في تجديد أنظمة الرصد والتقنيات الوقائية داخل المتحف.

أرقام مذهلة لعدم الرصد كانت الأرقام المكشوفة في التقرير مذهلة؛ إذ في جناح “دينون” الحيوي الذي يشمل “قاعة أبولون” (موقع الحادث) ولوحة “الموناليزا” الإيقونية، يفتقر ثلث الغرف تقريبًا إلى أي كاميرات رصد نهائيًا.

والحال أشد سوءًا في جناح “ريشليه”، حيث أكد التقرير أن ثلاثة أرباع الغرف فيه خالية تمامًا من أنظمة الرصد الفيديو.

وعلى المستوى العام، لا يزيد تجهيز غرف المتحف بكاميرات عن ثلث إجماليها.

كما أظهر التقرير أن سرعة تجديد هذه الأنظمة كانت بطيئة إلى حد غير معقول، إذ لم يتم تركيب إلا 138 كاميرا إضافية فقط طوال السنوات الخمس السابقة، وهو معدل زهيد جدًا بالمقارنة مع حجم المتحف ومستوى المخاطر.

انتقاد للإدارة وقلة الإنفاق الوقائي أعربت محكمة الحسابات عن غضبها من ما وصفته بـ”نقص الإرادة الإدارية” لدى قيادة المتحف في مواجهة هذا الخلل، رغم وجود ميزانية سنوية هائلة تبلغ 323 مليون يورو.

وأوضح التقرير صراحة أن الإنفاق المخصص للأمن لا يتناسب بأي شكل مع المتطلبات الحقيقية لحماية هذا التراث العالمي.

رد إدارة اللوفر وفي أول استجابة لهذه الكشوفات، أكد رئيس متحف اللوفر إدراك الإدارة لهذه المشكلات.

وأوضح أن برنامج “اللوفر النهضة الجديدة”، الذي انطلق في يناير/كانون الثاني الماضي، يشمل استراتيجية لتعزيز كامل لجميع الأنظمة الوقائية لحماية هذا الرمز الثقافي والذاكرة الحضارية التي يجسدها أمام العالم.

وفي حين تستمر حملة البحث عن اللصوص، تواجه إدارة اللوفر الآن سباقًا مع الزمن لإثبات التزامها بتنفيذ تلك الوعود. إذ وضعت فضيحة الرافعة الشوكية، مدعومة بتقرير “محكمة الحسابات”، المتحف الشهير تحت ضغط شديد لتجديد أنظمته الوقائية المهترئة، لمنع تكرار مثل هذا الانتهاك المخزي مستقبلًا.

Omar Al-Zoubi
Omar Al-Zoubi
عمر الزعبي صحفي ومحلل أخبار، يتمتع بخبرة تزيد عن عشر سنوات في العمل مع مؤسسات إعلامية بارزة داخل الأردن وخارجه. يقدم تحليلات معمقة وتقارير ميدانية وصحافة استقصائية تغطي الأخبار الأردنية والأحداث العالمية في مختلف المجالات، مما يعزز مكانة jodaily.com.
مقالات ذات صلة

الأكثر شهرة

احدث التعليقات