تُعدّ محافظة عجلون منذ عقود الأعلى هطولًا مطريًا في المملكة، حيث يصل متوسط الأمطار السنوي إلى نحو 600 ملم، وهو رقم يفوق بكثير معظم المحافظات الأخرى. هذا التفوّق ليس صدفة، بل نتيجة ثلاثة عوامل طبيعية ومناخية تتكامل معًا.
أولًا، الارتفاع الشاهق عن سطح البحر؛ فأعلى قمم عجلون تتجاوز 1100 متر، وكلما ارتفع الهواء الرطب القادم من الغرب يبرد ويتكاثف، فيهطل مطرًا غزيرًا قبل أن يعبر إلى المناطق الشرقية.
ثانيًا، موقعها الجغرافي المباشر أمام الرياح الغربية الرطبة القادمة من البحر المتوسط. بسبب غياب المرتفعات الجبلية العالية في شمال فلسطين، تصل هذه الرياح محملة بالرطوبة دون عوائق، ثم تصطدم بجبال عجلون فتُفرغ معظم حمولتها المطرية فوقها.
ثالثًا، الغطاء النباتي الكثيف والغابات الطبيعية التي تغطي المحافظة؛ فهي تُبرّد الهواء وتزيد الرطوبة المحلية، مما يُعزز تكوّن السحب ويجعل الهطول أكثر انتظامًا وكثافة مقارنة بالمناطق الأقل خضرة.
لهذه الأسباب مجتمعة، تظل عجلون «خزان المملكة المطري»، وأكثر محافظات الأردن خضرةً وأمطارًا على مدار العام.
