أصدر جلالة الملك عبدالله الثاني توجيهات مباشرة للحكومة بضرورة المباشرة في أعمال توسعة مركز سميح دروزة للأورام الكائن في مستشفيات البشير، وذلك بهدف رفع طاقته الاستيعابية والارتقاء بمستوى الخدمات العلاجية المقدمة لمرضى السرطان والأورام. جاء ذلك خلال زيارة ملكية تفقدية أجراها جلالته للمركز يوم الأربعاء، حيث جال في عدد من أقسامه ومرافقه، مطلعاً على واقع الخدمات في هذا الصرح الذي يُعد ثمرة شراكة استراتيجية ناجحة بين جمعية “همتنا صحة”، ووزارة الصحة ممثلة بمستشفيات البشير، ومركز الحسين للسرطان، إلى جانب شركاء داعمين من القطاع الخاص.
وخلال الزيارة، استمع جلالة الملك إلى إيجاز مفصل قدمه وزير الصحة، إبراهيم البدور، استعرض فيه الاستراتيجية الشاملة للوزارة الرامية إلى تحسين جودة الرعاية الطبية. وترتكز هذه الاستراتيجية على محاور رئيسية تشمل تطوير البنية التحتية للمنشآت الصحية، وزيادة القدرة الاستيعابية للمستشفيات، ورفع كفاءة الكوادر الطبية العاملة في المملكة. وفي سياق تنفيذ التوجيهات الملكية، أكد البدور أن الوزارة ستمضي قدماً في خطة توسعة المركز، مما سيرفع العدد الإجمالي للمرضى المستفيدين من العلاج سنوياً إلى نحو 1500 مريض، محققاً بذلك زيادة تقدر نسبتها ما بين 30 إلى 35 بالمئة مقارنة بالقدرة الحالية التي تستوعب حوالي 1150 مريضاً في السنة.
من جانبه، قدم المدير المنتدب من مركز الحسين للسرطان لإدارة المركز، منذر الحوارات، شرحاً أمام جلالة الملك حول طبيعة الخدمات المقدمة، موضحاً أن المركز يلتزم تطبيق البروتوكولات العلاجية المعتمدة عالمياً والمطبقة في مركز الحسين للسرطان. وأشار إلى خضوع المركز لمراجعات دورية لضمان الجودة، وهو ما ساهم بشكل مباشر في رفع سوية الخدمات. كما نوه الحوارات إلى أن عمليات تأهيل الكوادر الطبية والتمريضية وفرق الخدمات المساندة تتم بإشراف مباشر من مركز الحسين للسرطان، كاشفاً بلغة الأرقام أن العيادات الخارجية تعاملت منذ افتتاح المركز في أواخر عام 2021 مع ما يقارب 46 ألف زيارة، فيما تم إدخال 2752 حالة لتلقي العلاج، وهو رقم يفوق الطاقة الاستيعابية التصميمية للمركز.
وفي سياق متصل، استمع جلالة الملك إلى إيجاز من مدير إدارة مستشفيات البشير، علي العبداللات، تركز حول الخدمات العلاجية المتخصصة التي يوفرها قسم اللوكيميا، والذي تم تجهيزه وفق أحدث المعايير الطبية العالمية. وأوضح العبداللات أن الخطط العلاجية في هذا القسم تُنفذ ضمن منظومة صحية متكاملة وتحت إشراف كادر طبي متخصص، وبالشراكة الوثيقة مع مركز الحسين للسرطان لضمان أفضل النتائج للمرضى.
كما استعرضت رئيسة ومؤسسة جمعية “همتنا صحة”، فاديا سمارة، دور الجمعية في إطلاق مبادرة إنشاء المركز، وتوليها مسؤولية حشد الدعم من المؤسسات الوطنية والقطاع الخاص والأفراد، وصولاً إلى الإشراف الميداني على تنفيذ المشروع بمرحلتيه. وبينت سمارة أن المركز يضم حالياً 24 سريراً، ووحدة للعلاج الكيماوي بسعة 15 سريراً، بالإضافة إلى 3 عيادات خارجية ومرافق إدارية، بكلفة إجمالية بلغت مليوني دينار. وشددت سمارة في حديثها على الأهمية القصوى التي توليها وحدة الدعم النفسي والاجتماعي في تقديم الاستشارات والمساندة اللازمة للمرضى خلال رحلتهم العلاجية.
ورافق جلالة الملك في هذه الزيارة التفقدية كل من رئيس الديوان الملكي الهاشمي يوسف حسن العيسوي، ومدير مكتب جلالة الملك المهندس علاء البطاينة.
