يضع مركز الفلك الدولي، بالشراكة الاستراتيجية مع الجمعية الفلكية الأردنية، اللمسات الأخيرة لإطلاق اللجان الوطنية المعنية بالمشاركة في فعاليات السنة الدولية للتوعية بالكويكبات والدفاع الكوكبي 2029. وسيتم الإعلان عن هذه الخطوة خلال ندوة فلكية متخصصة ينظمها الجانبان، بحضور عربي ودولي واسع يضم نخبة من الشخصيات العلمية والمؤسسات البحثية المرموقة.
ويأتي هذا الحراك العلمي في توقيت يشهد فيه العالم اهتماماً متصاعداً بملف الدفاع الكوكبي، لا سيما مع الترقب العالمي لمرور الكويكب “أبوفيس” بالقرب من كوكب الأرض في شهر نيسان من عام 2029. ويحظى هذا الحدث بمشاركات رفيعة المستوى من الاتحاد الفلكي الدولي، ووكالة الفضاء الأمريكية “ناسا”، إلى جانب عدد من المؤسسات الفلكية العربية الرائدة.
وفي هذا السياق، أوضح المهندس محمد عودة، مدير مركز الفلك الدولي، أن الندوة ستشهد الإعلان الرسمي عن تشكيل كل من اللجنة الوطنية الإماراتية واللجنة الوطنية الأردنية للسنة الدولية للتوعية بالكويكبات والدفاع الكوكبي. وستوكل لهذين اللجنتين مهمة صياغة خطط شاملة لإحياء فعاليات العام الدولي، تتضمن برامج علمية وتثقيفية تستهدف طلبة المدارس والجامعات وعموم الجمهور، فضلاً عن تنظيم حملات إعلامية مكثفة، وورش تدريبية، وأنشطة رصد فلكي بالتنسيق مع المراصد المحلية ومراكز الأبحاث.
وشدد عودة على أن هذه المبادرة تمثل نقطة تحول مفصلية في مسيرة العمل العربي المشترك في مجال التوعية بالكويكبات، حيث تهدف إلى تمتين جسور التواصل بين المراصد العربية، وتبادل الخبرات العلمية، والانخراط في مشاريع بحثية موحدة، مما يساهم في وضع المنطقة العربية بقوة على خارطة الجهود الدولية الرامية لدعم علوم الكويكبات والرصد الفضائي.
من جهته، بين رئيس الجمعية الفلكية الأردنية، عمار السكجي، أن الندوة المزمع عقدها يوم الثلاثاء المقبل عبر تقنيات الاتصال المرئي، تأتي تزامناً مع توجه الأنظار العالمية نحو التحضير للسنة الدولية التي أقرتها الأمم المتحدة لرفع مستوى الوعي العام بمخاطر الكويكبات والأجرام القريبة من الأرض. وأفاد السكجي بأن الندوة ستستضيف خبراء من الاتحاد الفلكي الدولي و”ناسا”، بمشاركة باحثين من عدة دول عربية تشمل مصر، المغرب، السعودية، الجزائر، سلطنة عُمان، الإمارات، والأردن.
وستنكب الجلسات العلمية على مناقشة التحديات الناجمة عن مرور الكويكبات والأساليب العلمية للحد من تأثيراتها المحتملة على البشر والبيئة، مع استعراض رؤية الأمم المتحدة لبناء مجتمعات أكثر جاهزية، وتعزيز دور الحكومات والمؤسسات الأكاديمية والإعلام في نشر ثقافة الدفاع الكوكبي. كما ستغطي الندوة محاور تثقيفية حول طبيعة الأجرام القريبة من الأرض، وسبل تقليل تهديداتها، ودور المراصد العربية في الشبكات العالمية، بالإضافة إلى استعراض رسالة وأهداف مبادرة “IYAPD2029”.
ومن المؤمل أن تخرج الندوة بتوصيات فاعلة تدعم الوعي العلمي في المنطقة وتؤسس لشراكات متينة بين مؤسسات الفضاء العربية والدولية، في حين أكدت الجمعية الفلكية الأردنية ومركز الفلك الدولي عزمهما على أداء دور محوري خلال السنة الدولية 2029، للمساهمة الفاعلة في حماية كوكب الأرض من أية مخاطر كونية محتملة.
