أجمع خبراء في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على أن وصول المنتخب الوطني لكرة القدم “النشامى” إلى نهائيات كأس العالم يمثل محطة مفصلية تتجاوز البعد الرياضي، لتشكل فرصة استراتيجية سانحة لإعادة صياغة الصورة الذهنية للأردن وتقديمه للعالم كدولة عصرية ذات إرث حضاري، وذلك عبر استثمار أدوات المحتوى الرقمي الحديثة.
وفي حديثهم لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، شدد الخبراء على أن المحتوى الرقمي لم يعد مجرد ترف إعلامي، بل تحول إلى قوة ناعمة ومؤثرة في تشكيل هوية الدول وإبراز منجزاتها.
منصة تتجاوز حدود المستطيل الأخضر
يرى الدكتور بشير الدويري، المتخصص في هندسة وأمن شبكات الحاسوب في الجامعة الأميركية بمادبا، أن المونديال ليس مجرد منافسة رياضية، بل هو “منصة عالمية” تجمع ثقافات الشعوب. وأشار إلى أن هذا الحدث يفتح الآفاق للتعريف بالأردن كوجهة سياحية وإنسانية متميزة. لتحقيق ذلك، دعا الدويري إلى:
- تطوير محتوى رقمي إبداعي وهادف بقيادة صناع محتوى أردنيين.
- تنسيق الجهود الوطنية بين الجهات الإعلامية والسياحية لتوحيد الرسائل.
- التركيز على إبراز المعالم الأثرية والدينية، والخبرات والكفاءات البشرية الأردنية.
الفضول العالمي وقوة الصورة الذهنية
من جانبه، وصف المهندس عبد الحميد الرحامنة، مستشار وخبير تكنولوجيا المعلومات، المشاركة في كأس العالم بأنها “فرصة تاريخية” لتسويق المملكة رقمياً. وأوضح أن الإنجاز الرياضي سيولد حالة من الفضول العالمي حول الأردن، تاريخه، شعبه، ومواقفه.
وأكد الرحامنة أن استثمار هذا الحدث يتطلب استعداداً مبكراً ومنهجياً عبر استراتيجية وطنية متكاملة، مشيراً إلى أن صناع المحتوى الأردنيين نجحوا بجهودهم الفردية في نقل صورة ناصعة عن الأردن، وأن الوقت قد حان لتحويل هذا الإنجاز إلى منصة حضارية تعكس:
- التاريخ العريق للمملكة.
- الحاضر الواعد والتسامح المجتمعي.
- المستقبل المشرق بقيادة وشباب الوطن.
استثمار “الترند” بذكاء إبداعي
بدوره، لفت خبير التسويق الإلكتروني يزن نوفل إلى القوة الهائلة لـ “ترند” كأس العالم من حيث نسب المشاهدة، ما يمنح الأردن فرصة للظهور أمام جمهور عالمي متنوع. ونصح نوفل بأن يكون المحتوى المنتج:
- ذكياً وغير مباشر: الابتعاد عن الترويج التقليدي المباشر.
- قابلاً للمشاركة: ربط القيم الرياضية العالمية بالثقافة المحلية.
- إنسانياً: تقديم الأردن عبر قصص ملهمة ومقارنات ثقافية بأسلوب سلس.
وشدد نوفل على ضرورة التنسيق الفعال بين الجهات الرسمية والإعلام وصناع المحتوى لتقديم صورة موحدة وحديثة عن الأردن.
إعادة تشكيل “العلامة الوطنية”
وفي سياق متصل، اعتبر المهندس بلال الحفناوي، استشاري التحول الرقمي، أن تأهل النشامى (لكأس العالم 2026) يضع الأردن أمام فرصة لإعادة تشكيل “العلامة الوطنية” (Nation Branding)، وتحديداً في السوق الأمريكي الضخم.
وأشار الحفناوي إلى أن المشاركة تمثل تحدياً وفرصة لنقل صورة الأردن من نمط السياحة التقليدية إلى دولة:
- شابة وحيوية.
- مبتكرة وطموحة.
- تجمع بين عمق التاريخ والرؤية المستقبلية الرقمية.
