جدد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، يوم الاثنين، دعواته الصريحة لضم جزيرة غرينلاند إلى الولايات المتحدة، معتبراً أن هذه الخطوة تشكل “ضرورة ملحة” للأمن القومي الأمريكي، وليست مجرد سعي وراء الموارد الطبيعية.
المخاوف الأمنية والنشاط الروسي الصيني
في حديثه للصحفيين من مقر إقامته في منتجع “مار لاغو” بفلوريدا، أوضح ترمب أن الدافع الرئيسي وراء هذا الإصرار ليس اقتصادياً، مؤكداً أن الولايات المتحدة تمتلك مخزونات هائلة من النفط والمعادن تفوق أي دولة أخرى في العالم. وركز الرئيس الأمريكي في تبريره على البعد الجيوسياسي، مشيراً إلى رصد نشاط مكثف للسفن الروسية والصينية على طول سواحل الجزيرة من الشمال إلى الجنوب، مما يستدعي، وفقاً لرؤيته، سيطرة أمريكية مباشرة لضمان أمن البلاد.
تعيين جيف لاندري لقيادة الملف
وترجمةً لهذا التوجه، أعلن ترمب رسمياً عن تعيين جيف لاندري مبعوثاً خاصاً للولايات المتحدة إلى غرينلاند. وأوكل الرئيس إلى لاندري مهمة تولي القيادة في هذا الملف الذي وصفه بأنه “قضية كبيرة جداً”، مما يعكس جدية الإدارة الأمريكية في المضي قدماً نحو تغيير الوضع القائم في الجزيرة القطبية.
سياق التوتر وتلويح بالقوة
تأتي هذه التصريحات استكمالاً لنهج ترمب الذي دعا مراراً خلال الأشهر الأولى من عودته للبيت الأبيض إلى فرض الولاية القضائية الأمريكية على غرينلاند، حيث لم يستبعد سابقاً استخدام القوة العسكرية للسيطرة على الجزيرة الاستراتيجية.
وكانت العلاقات الدبلوماسية قد شهدت توتراً في آب (أغسطس) الماضي، حين استدعى المسؤولون الدنماركيون السفير الأمريكي على خلفية تقارير تفيد بتورط أشخاص مقربين من ترمب في تنفيذ “عمليات تأثير سرية” داخل الجزيرة. كما سبق لنائب الرئيس، جي دي فانس، أن زار قاعدة عسكرية أمريكية نائية في غرينلاند، موجهاً انتقادات للدنمارك بشأن خفض الاستثمار هناك.
