أصدرت دائرة الإفتاء العام في الأردن بيانًا شرعيًا يوضح فضل يوم عاشوراء، وحكم صيامه في ضوء السنة النبوية الشريفة، مشيرة إلى عظم مكانة هذا اليوم في التاريخ الإسلامي، واستحباب صيامه اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم واتباعًا لهديه.
نص الفتوى كما ورد عن دائرة الإفتاء:
السؤال:
ما هو فضل يوم عاشوراء وما حكم صيامه؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله.
يوم عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر محرم، وهو اليوم الذي أنجى الله فيه نبيه موسى عليه السلام وقومه من بطش فرعون وجنوده. فصامه موسى شكرًا لله تعالى، كما صامه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه.
ففي الحديث الصحيح عن ابن عباس رضي الله عنهما:
“قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المَدِينَةَ، فَرَأَى اليَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ… فَصَامَهُ، وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ” (رواه البخاري).
ويُظهر هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم أحق وأولى بموسى عليه السلام من غيره، لما في عقيدة الإسلام من إيمان بجميع الأنبياء دون تفريق، وتعظيمٍ لمكانتهم ونصرة لدينهم.
وقد حرص النبي صلى الله عليه وسلم على صيام يوم عاشوراء ورغّب فيه، كما ورد في حديث ابن عباس رضي الله عنهما:
“ما رأيتُ النبيَّ صلَّى الله عليه وسلَّم يتحرَّى صيامَ يومٍ فضَّله على غيرِه إلا هذا اليوم، يوم عاشوراء” (رواه البخاري ومسلم).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“صَوْمُ عَرَفَةَ كَفَّارَةُ سَنَتَيْنِ، وَصَوْمُ عَاشُورَاءَ كَفَّارَةُ سَنَةٍ” (رواه النسائي).
مراتب صيام يوم عاشوراء:
لتحقيق أفضل أجر وثواب، يُستحب للمسلم أن يصوم:
اليوم التاسع والعاشر والحادي عشر من شهر محرم (وهي أكمل المراتب).
أو التاسع والعاشر فقط.
أو العاشر والحادي عشر.
وإن صام يوم عاشوراء فقط، جاز ذلك ونال أجرًا أيضًا.
وقد جاء في كلام الإمام النووي رحمه الله:
“يوم عاشوراء، وهو عاشر المحرم، ويستحب أن يصام معه تاسوعاء، وهو التاسع” (روضة الطالبين).
وبذلك فإن صيام يوم عاشوراء مشروع ومستحب، وله ثلاث مراتب:
أدناها: صيام يوم عاشوراء فقط.
أوسطها: صيام التاسع والعاشر.
أعلاها: صيام التاسع والعاشر والحادي عشر.
والله تعالى أعلم.
