أعلن وزير الاقتصاد الرقمي والريادة، سامي سميرات، عن مرحلة جديدة في مسيرة التحول الرقمي الأردنية، كاشفاً عن عمل دؤوب يجري حالياً لإطلاق نسخة محدثة كلياً من تطبيق “سند” الحكومي. وأكد الوزير أن عملية التطوير تتم بالكامل من قبل فريق أردني متخصص، بهدف تسهيل وصول المواطنين للخدمات وتحقيق قفزة نوعية في تجربة المستخدم.
وأوضح سميرات خلال مشاركته في منتدى التواصل الحكومي، أن النسخة الجديدة، التي تم رفع إصدار تجريبي منها مؤخراً، ستركز على تسريع الخدمات وتبسيط الإجراءات، مما سينعكس إيجاباً على رضا المواطنين والمؤشرات الدولية للمملكة.
استراتيجية الرقمنة 2026 والخدمات الشاملة
فيما يتعلق بالأهداف الاستراتيجية، جدد الوزير التزام الحكومة برقمنة الخدمات وهندسة إجراءاتها بحلول نهاية عام 2026، مع إعطاء الأولوية للخدمات الأكثر استخداماً من قبل الجمهور. وتتزامن هذه الجهود مع التوسع في إنشاء المراكز الحكومية الشاملة، حيث يجري العمل حالياً على 4 مراكز جديدة، تضاف إلى المراكز القائمة التي قدمت خدماتها لأكثر من 1.14 مليون مواطن.
واستعرض سميرات حزمة من الخدمات الرقمية التي تم تفعيلها، أبرزها جواز السفر الإلكتروني، والبوابات الإلكترونية في مطار الملكة علياء، ومنصة المطاعيم الوطنية، ومركز الصحة الرقمية. كما تم تطوير أنظمة حديثة لتبليغ المواليد والوفيات مرتبطة بجميع المستشفيات، بالإضافة لخدمات الاستعلام عن مخالفات التدخين والتأمين ضد السرطان.
الاستثمار في المهارات: من “محطات المعرفة” إلى “محطات المستقبل”
وفي سياق تنمية رأس المال البشري، كشف الوزير عن استراتيجية جديدة لإعادة هيكلة محطات المعرفة وتحويلها إلى “محطات المستقبل”. وتهدف هذه المراكز المطورة، التي بدأت باكورتها في ماركا والكرك، إلى تعليم البرمجيات، وتقنيات الذكاء الاصطناعي، واللغة الإنجليزية، لتزويد الشباب بمهارات تواكب سوق العمل.
كما شملت الجهود تدريب أكثر من 9 آلاف موظف حكومي على تقنيات الذكاء الاصطناعي، وافتتاح مراكز تكنولوجية متخصصة مثل “The Platform” في ماركا وفروعها في محافظات الجنوب (العقبة، الكرك، الطفيلة، معان). وعلى الصعيد التعليمي، أشار الوزير إلى نجاح مشروع “سراج” الذي استقطب 180 ألف طالب ومعلم، ورقمنة المناهج الدراسية للصفوف من السابع حتى الحادي عشر.
تصنيف عالمي متقدم (الفئة A)
توجت هذه الجهود بتقدم لافت للأردن في المؤشرات الدولية، حيث صنف تقرير البنك الدولي لعام 2025 المملكة ضمن الفئة (A)، وهي الأعلى عالمياً في مؤشر نضج الحكومة الرقمية. وحقق الأردن درجة 91.4%، ليقفز 10 مراكز ويحتل المرتبة 21 عالمياً والرابعة عربياً (بعد السعودية والبحرين والإمارات).
ويعكس هذا التصنيف، إلى جانب تحقيق المرتبة 49 عالمياً في جاهزية الحكومات للذكاء الاصطناعي، نضج التجربة الأردنية في التحول الرقمي، مما يعزز ثقة المستثمرين بجاهزية القطاع العام، ويدعم رؤية التحديث الاقتصادي عبر تحسين كفاءة الخدمات الحكومية.
